استيقظت صباح اليوم على نغمة تعلن ورود رسالة نصية إلى هاتفي الجوال . في العادة لا أحرص على مثل هذه الرسائل في هذا الوقت الباكر ، ولكن لسبب ما مددت يدي وأمسكت بالهاتف وفتحت الرسالة لأقرأ خبر إعلان الرئيس الأمريكي عن قتل أسامة بن لادن في باكستان . أصابني هذا الخبر بشعور بالحزن والكآبة ، مع شعور بالاستغراب من هذا الشعور . لم أعتقد أنني سأشعر بمثل هذا الحزن لمقتل هذا الرجل ، فكل ما أعرفه عنه هو ما زرعه الإعلام في نفسي ونفوس الكثيرين تجاهه من خوف وغضب وحزن على تلك الأرواح البريئة التي اغتالتها يد تلك المنظمة المسماة بالقاعدة ، والتي ارتبطت باسم هذا الرجل . ومع أن يومي كان مليئا بالمقابلات والاجتماعات بشكل يفوق العادة ، إلا أنني كنت أترقب في وجوه وملامح وتصرفات كل من قابلتهم أي اثر لهذا الخبر . وفي الحقيقة ، لم أسمع أحدا يورد له ذكرا بأي شكل من أشكال التعليق السلبي أو الإيجابي ، وكأن الخبر لم يكن أو أنه غير صحيح كما نسمع من بعض الجهات . شعور الحزن الذي أصابني عندما قرأت الخبر هذا الصباح تلاشى في غمرة مشاغل اليوم ، ولكنه عاودني عندما جلست لكتابة هذه السطور ، ليصبح موضوعا لها . حاولت أن أشخص هذا الشعور المناقض للموقف العقلاني من شخصية هذا الرجل ، وخلصت إلى هذه الحقيقة المرة . قتل أسامة بن لادن ليس إلا تعبيرا آخر عن كم الضعف والتفكك الذي وصلت إليه أمتنا العربية والإسلامية . ليس لأنها لم تنتصر له أو لأفكاره ، ولكن لأنها أنتجت مثل هذا الرجل الذي جسد حالة من التنافر والتطرف في المجتمع ، حالة أنكرها وحاربها العالم أجمع مع أنها رفعت راية الإسلام وتدثرت بردائه ، حالة جعلت من العروبة والإسلام وصمة عار في نظر الأمم الأخرى ، وأنتجت هذه الفرحة العارمة التي عرضت مظاهرها شاشات التلفاز لقتل رجل يحمل هوية العروبة والإسلام . وعلاوة على هذا الشعور الغريب ، وجدتني أيضا مصابا بشيء من الحيرة ، فمع أنني أعرف بعضا من إخوته وأقاربه ، إلا أنني لم أعرف كيف أقدم لهم العزاء ، وهل وفاته مثلت بالنسبة لهم فقد شخص عزيز من أفراد الأسرة ، أم أنها أزالت عن كواهلهم عبئا ثقيلا فرضه تاريخ هذا الرجل الذي لوث اسم العائلة بشيء من ذلك الصيت المخجل .
أسامة بن لادن جاء في زمن تخاذل جميع الزعماء العرب وتذللوا لأمريكا والغرب وأعطوهم جميع ما يطلبونه وحرموا شعوبهم مقومات العيش الرغيد , فجاء هذا الرجل وتحداهم جميعاً بشكل أحس الجميع ( المسلمون والعرب) بعزة وكرامة لم يلمسوها من غابر الأزمان.
ردحذفهذا سر هذا الرجل , إن سألتني عن رأيي فأنا مثل الجميع أشعر بحنين لهذا الرجل الذي أجتهد وأخطأ في الطريقة ولكن كان أجرأمنا عن التعبير عن عقيدته ورأيه ما نحن فنتدثر بغطاء الخوف من أنظمتنا المتهالكة.
رحمك الله ياأسد الاسلام الحقيقي برغم كل اختلافي في الوسيلة والطريقة.