برنامج اليوم كان مليئا بشكل فاق العادة ، إذ قضيت ساعات اليوم بين معرض العقارات الذي تشهد الرياض دورته الرابعة عشرة ، وجلسات الملتقى المصاحب له ، وعدد من اجتماعات العمل المجدولة ، والوقت الضائع في ازدحام الطرق الذي يبدو أنه يزداد يوما بعد يوم . ومع أن البعض يوجه لي أحيانا سهام النقد حول جدوى حضور مثل هذه المؤتمرات ، إلا أنني أجد فيها فرصة للاستماع إلى وجهات نظر بعض المسئولين أو المختصين في هذا القطاع ، علاوة على تأسيس وتوثيق علاقات التعارف معهم فيما يمكن أن يعود بالنفع في يوم من الأيام . كما أني أخرج في العادة من هذه المحافل بالكثير من العناوين لموضوعات يمكن أن أتحدث عنها في مقالي الأسبوعي بجريدة الاقتصادية . ما زاد طين ازدحام هذا اليوم بلة موعد لزيارة طبيب للعظام في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب الذي يحتل موقعا غريبا على طريق الملك فهد ، هذا الموقع الذي تحدثت عنه سابقا في هذه المدونة . زيارة هذا المستشفى بحق تجعل السليم عليلا من كم الازدحام في الطرق المحيطة به ، ومعضلة البحث عن موقف للسيارة في ذلك الازدحام . زيارة الطبيب استغرقت نصف ساعة فقط ، في حين استغرق الدخول والخروج من منطقة المستشفى أكثر من ساعة كاملة . في وسط هذا الزحام تذكرت النقاش الذي دار اليوم في الملتقى العقاري مع أعضاء مجلس الرياض البلدي ، والذي انتقد فيه أحد الحضور ما تقوم به الأمانة من رصف وتنظيم للشوارع بشكل يقلل من المساحات المخصصة للسيارات على حساب توسيع أرصفة المشاة ، الأمر الذي فاقم مشكلة الازدحام في تلك الطرق . وفي الحقيقة ، فإن مشكلة الازدحام لا تعود إلى هذا التعديل في الأرصفة ، بل إلى النمط الأهوج في قيادة السيارات الذي لا يحترم اتجاهات الطرق ، ويمارس فيه كل سائق حقه الخاص في الوقوف في عرض الشارع أو عكس السير أو اقتحام مسارات الطرق وكأنما هو يملك الطريق بمفرده . عضو المجلس البلدي قال أن الطرق في أوروبا لا يزيد عرضها عن عرض الطرق المعدلة وفق هذا التصميم الحديث ، ومع ذلك فهي تشهد حركة انسيابية لا يعاني فيها الناس أي ازدحام . ولكن العضو المحترم نسي أن الناس هنا غير الناس هناك ، وهذا التعديل في تصميم الطرق كان يجب أن يصاحبه جهد توعوي يؤسس لتصحيح هذه الممارسات السلوكية الفجة في القيادة ، ويوظف آليات حازمة لمعاقبة مرتكبيها . وبدون ذلك ستبقى مثل هذه الجهود التصحيحية غير ذات جدوى ، بل إنها ستعود بالوبال والمرض على حياة الناس .
اخوي خالد
ردحذفازيدك من الشعر بيت: الشرطة وتطبيق النظام هناك يختلفون كليا عن هنا وهذا بوجهة نظري اقوى اثر
لاني رايت نفس الاشخاص الذين لايحترمون احد هنا يمشون على الصراط المستقيم هناك
لقد اثرت في نفسي شجونا على المرور واحترام النظام لدينا
مع تحياتي