اطلعت اليوم على بعض التعليقات التي وردتني من عدد من الإخوة القراء حول حديثي قبل يومين عن المؤشرات المتناقضة التي أراها في المجتمع هذه الأيام بين الانفتاح والانغلاق ، والتي أوردت فيها إشارة إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . هذه التعليقات رأت في حديثي تحاملا على الهيئة ، وانسياقا وراء آراء بعض الكتاب الذين يتسقطون عثرات رجال الهيئة ، وأنا وجدتها تصب في ذات المسار الذي تحدثت عنه يوم أمس ، وكيف أن بعض المواقف والتصرفات تقود على الفور إلى التصنيف والحكم السطحي على الناس ، مع أني أعرف تماما أن بعض أولئك المعلقين إنما أتت تعليقاتهم مخلصة أمينة خالصة النوايا ، وأنا بذلك أشكرهم على نصحهم وإرشادهم . على أية حال ، حديثي ذلك لم أقصد منه التحامل على الهيئة ، وأنا أعلم تماما أن هذا الجهاز له منجزات هامة في مواجهة بعض أوجه الفساد في البلد . ولكنني كنت أتساءل فقط عن تلك التناقضات التي أراها دون أن أسجل ميلا إلى أي منها . ولكن ، طالما أن الحديث عن الهيئة قد فتح ، فإنني أجدها مناسبة لأعلن موقفي من هذا الجهاز . مشكلتي مع الهيئة أنها حصرت الفساد كله في قضايا المرأة والشباب ، وكأن بلادنا خالية تماما من أية مفاسد أخرى . والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يطالا كل شئون الحياة ، وحسب علمي هذا ما كانت عليه الحسبة التي أسس نواتها الأولى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه . ولو قامت الهيئة بالدور الذي كان يجب عليها القيام به لما احتجنا إلى هيئة للفساد ، ولا لديوان المراقبة العامة ، ولا كنا سمعنا عن قصص الرشاوى والمحسوبيات ، ولا كانت وقعت كارثة سيول جدة وحرائق المدارس وحوادث سيارات نقل المعلمات ، ولا كنا لنعاني من أزمة في المساكن ولا لنشتكي من البطالة . لو قامت الهيئة بدورها الحقيقي لكانت حياتنا أفضل بكثير ، ولكان المجتمع برمته التف حول هذا الجهاز وحمل له كل العرفان والتقدير . أما أن ينحصر دور الهيئة في تسقط عثرات الناس ومضايقة النساء وفرض وجهة نظر أحادية في مواضيع يعدها الكثيرون مواضيع خلافية فإن هذا لعمري عين القصور ، وهو ما أدى إلى هذه المواقف السلبية التي يحملها البعض من هذا الجهاز . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ، وليس حكرا على أحد بعينه . وبالتالي ، فإن ما أكتبه وأطرحه من نقد يروم الإصلاح ، ومثلي في ذلك الكثيرون ، هو شكل من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأرجو أن يكتب الله لي ولهم به جزيل الأجر والمثوبة .
أخي خالد أصبت كبد الحقيقة والواقع في تعليق اليوم وشكراً
ردحذفأخي خالد أصبت كبد الحقيقة والواقع في تعليق اليوم وشكراً
ردحذفاشكر تجاوبك السريع اخي العزيز
ردحذفكان بودي لو استطيع ان افتح معك باب نقاش طويل حول هذا الموضوع ولكن الله اعلم بالظروف
على اية حال ما وصلت اليه حال الهيئة وهذا التحجيم لم يكن الا نتاج الاعتراضات عليه من بعد ان ظهر من يطالب بالانفتاح على العالم
لو تعلم اخي العزيز دور الهيئة في هذه الايام بالذات وهي ايام الاختبارات (غريبة صح؟؟لكن لها مغزى كبير)
وهل ترى ايضا ان حماية المرأة والشباب هو بالامر الهين؟
بالفعل كنت اتمنى لو استطيع نقاشك ولكن ادعو لي بالشفاء
والله يهدي الجميع
إنها تدعى الشرطة الدينية والتي تركز جهدها على تفصيلات صغيرة يشغلون بها المجتمع بدلأً من التركيز على قضايا المجتمع الهامة
ردحذفتحياتي