سريلانكا هي واحدة من أفقر دول العالم ، ومشاهد الفقر والعوز كانت جلية للعيان ونحن في طريقنا من المطار إلى مدينة كولومبو العاصمة . هذا البلد الذي يقول عنه أهله أنه مشهور بالشاي والأحجار الكريمة لا يعلم عنه شيئا كثير من أهل بلادي سوى أنه مصدر لخدم وسائقي المنازل ، حتى أن من كنا نسألهم عن شيء نحضره لهم من هذا البلد تأتي إجابتهم دوما ... خادمة لو سمحت . قد يكون في هذه الإجابة شيئ من المزاح ، ولكنه يعبر عن سخرية تشوبها فوقية وتعال مزعجين على أهل بلد لم يكتب الله له ما كتب لنا من غنى وثراء يجود به علينا باطن الأرض دون فضل منها أو منة . والحقيقة أن هذا البلد الفقير يحمل كثيرا من ملامح الترتيب والتنظيم التي تفوق ما أراه في مدن بلادي ، وأولها مطارها الذي يخجل أمامه مطار جدة البالي ، وشوارعها التي تفوق شوارع الرياض تنظيما ونظافة ، وهي مشاهد أتت على غير ما كنت أتوقعه نتيجة لتلك الصورة النمطية التي نحملها في أذهاننا عن بلدان لا نزورها ولا نعرف عنها شيئا سوى أنها مصدر للخدم والحشم ومختلف أنواع العمالة ، وهي ذات المفاجأة التي عشتها عندما زرت أندونيسيا قبل سنتين لأجد عاصمتها مدينة متحضرة تشبه في كثير من ملامحها مدن العالم المتقدم . كولومبو مدينة متعددة الثقافات والأديان ، تجد فيها سواحا من كل حدب وصوب ، وترى فيها نماذج متنوعة لثقافات ضربت أطنابها في هذا البد . ولكن ما لفت نظري هو صوت الأذان الذي كان يملأ أرجاء المدينة عاليا فوق أية أصوات أخرى لأية أديان أخرى . العرب هم الشعب الوحيد الغائب عن هذا البلد ، وإن وجدو فتراهم في مكاتب توريد العمالة أو في الأسواق والمراكز التجارية . وبخلاف ذلك ، فلا تراهم أبدا في المتاحف والعابد والأماكن الأثرية ، ولا تصادف أحد منهم في الشوارع والشواطيء وأماكن التنزه . الشيء الذي سيتحقق لي ولأبنائي من هذه الرحلة هو كسر النمطية في الحكم على الآخرين أحكاما مسبقة نستعلي بها عليهم بناء على قصور معرفتنا عنهم ، خاصة عندما يرون فيهم إخوانا لنا في الدين ، وعندما يرون بأعينهم الحال التي يعيشون فيها ، والتي تدفعهم لهجر أوطانهم طلبا للقمة العيش في بلداننا ، حتى ولو وجدو منا معاملة ملؤها الاستعلاء والتفاخر .
نعم سيرلانكا بلد السحر وجمال الطبيعة الخلابة وكما قلت لا نعرف عن سيرلانكا غير أن أهم صادراتها الشاي والخادمات ولكن الله حباها بالطبيعة الآسرة
ردحذف