قرأت اليوم مقالا للكاتب طلعت حافظ عن عمل المرأة ، ولا أحد فيما أعلم يختلف حول أهمية هذا الموضوع وانعكاساته على البنية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة . بينما كنت أقرأ المقال قفزت إلى ذاكرتي صور المشاهد التي رأيتها يوم أمس عندما كنت في زيارة لطبيب العيون في مستشفى المملكة . بيئة العمل في المستشفى تتسم بالانفتاح بشكل يزيد حتى على بقية المرافق الطبية في المملكة ، إذ أن مشاهد السيدات العاملات من طبيبات وممرضات وإداريات كانت ملفتة للنظر ، خاصة وأن معظمهن لم يكن يرتدين العباءة ، وبعضهن كن يتجولن في الأماكن العامة في المستشفى وهن يرتدين ملابس عادية لبس منها الروب الطبي أو زي الممرضات . هذه الدرجة من الانفتاح ربما تحمل بعض المبالغة ، ولكنها تثير تساؤلا كان دوما يدور في ذهني . السؤال هو ، ما الذي يميز المرافق الطبية ليكون مثل هذا الاختلاط أمرا مسموحا فيها ، في الوقت الذي تمنع كافة المؤسسات الحكومية ذات العلاقة مثل هذا الاختلاط في كافة أماكن العمل الأخرى ؟ . العاملات في المستشفيات والمرافق الطبية لا ينحصر عملهن في المجال الطبي حتى يمكن القول بأن طبيعة العمل تتطلب مثل هذا الاختلاط ، وكثير من العاملات يعملن في الاستقبال والشئون الإدارية والخدمات المساندة ، وهو ما يجعلهن عرضة للتعامل المباشر مع الجمهور بجنسيه . وفي المقابل ، فإن كثيرا من الشركات والمؤسسات تسعى إلى فتح المجال لعمل المرأة في مجالات متعددة إدارية ومحاسبية وفنية وهندسية ، وتفرض الجهات المختصة على هذه الجهات تخصيص أماكن مستقلة تماما لعمل المرأة ، في تطبيق محكم لمنع الاختلاط . كثير من تلك المؤسسات لا يتطلب العمل فيها أي تعامل مع الجمهور ، ويكون بالتالي اتصال المرأة في العمل محصورا على بقية منسوبي تلك المؤسسات من الموظفين كل في إدارته . وبالتالي ، إذا كان ما يحصل في المستشفيات أمرا مقبولا فإنه يكون أكثر قبولا في تلك المؤسسات والشركات . إذن ، ما المطلوب عمله حتى يتم بحث هذا الموضوع بما يتطلبه من شفافية وحسم ، إما بمنع الاختلاط في المستشفيات ، أو بتطبيق ذات المباديء على كافة الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق