وصلت اليوم إلى عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية لحضور ملتقى التعاون الهندسي السعودي الأردني . سأرى غدا ماهية هذا التعاون ، وكيف يمكن أن يدور حوله نقاش موضوعي ، بعيد عن أطماع اقتناص الفرص السانحة في السوق السعودي دون أي مبادرة لتأسيس أي مبادرات استثمارية . مللت خلال الفترة الماضية ، ومنذ أن انطفأت الجذوة المستعرة في دبي بعد الأزمة المالية العالمية ، من هجمة الشركات العالمية والإقليمية التي تسعى إلى اقتناص فرص العمل في السوق السعودي وفق نظرة محدودة قصيرة المدى . كنت دوما أتساءل عن السبب وراء هذه النظرة الانتهازية التي لا تريد أن تؤسس وجودا دائما في السوق السعودي ، وتنظر إليه كالفريسة التي ما أن ينتهي التهامها حتى يغادر مفترسوها أرض الجريمة . في انتظار الطائرة كنت أشاهد قناة العربية في مطار الملك خالد الدولي ، عندما أذاعت القناة خبرا لم يخل من الطرافة والإحباط . الجهات الأمنية قامت بالقبض على مواطن سعودي من ذوي البشرة الداكنة والملامح الأفريقية ، وحجزته في سجون الترحيل لمدة عشرة ايام ، ثم قامت بترحيله إلى نيجيريا . هذا المواطن كان يعاني من مشاكل في النطق وحالة نفسية لم تمكنه من التواصل مع جلاديه وشرح حالته . ومع ذلك ، فإن ذلك لا يبرر هذه الفعلة الشنيعة . فمن فعلو هذه الفعلة لم يكلفو أنفسهم عناء التقصي عنه في المستشفيات على سبيل المثال ، أو حتى تقديمه للفحص للتعرف على مشكلته قبل أن تتم معاملته بهذه الطريقة . ثم لماذا نيجريا بالتحديد وليست أي دولة أفريقية أخرى . بينما كان الرجل في سجن الترحيل كان أهله يبحثون عنه في كل مكان دون أن يجدو له أثرا ، ودون أن يبلغهم أي أحد في أي جهة أمنية عن مكان احتجازه . هذا النمط في التعامل مع مواطني هذا البلد ، والقائم على هذا المفهوم العنصري المتعسف ، هو أحد الأسباب التي تجعل الآخرين ينظرون إليه نظرة سلبية ، ويمتنعون عن الانخراط الحقيقي في عجلة الاستثمار فيه . فماذا نروم من الأجانب وهم يرون مثل هذا التعامل مع أهل البلد ناهيك عن الأجانب ، في خبر يبث عبر قناة يراها القاصي والداني ، ولا ننسى أنها قناة تعرض وجهة النظر السعودية ، فياترى كيف كانت الجزيرة ستعرض هذا الخبر ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق