لا يمر يوم إلا ونسمع عن حالات من صنوف المآسي في مجتمعنا ، بين قصص الفقر والبطالة والعنف الأسري وغير ذلك الكثير . ومع أن مجتمعنا يضم الكثيرين من أهل الخير ، إلا أن الكثيرين ممن يعيشون المعاناة تعف أنفسهم عن ذل السؤال أو طلب العون . مثل هؤلاء هم من يستحقون الوقوف إلى جانبهم أكثر من أولئك الذين يتسولون عند إشارات المرور أو أبواب القصور أو حتى في أروقة مكاتب الأجهزة الحكومية والشركات الخاصة . اليوم عشت مع إحدى هذه الحالات التي يندى لها الجبين وتدمع لها العين . سيدة في منتصف العمر ، لها من الأبناء ثلاثة ترعاهم بمفردها بعد أن طلقها زوجها الذي غرق في غياهب المخدرات . هذه السيدة لها من الإخوان أكثر من عشرة إخوة جلهم أنعم الله عليه بخير وافر . ولكن لأنها أختهم غير الشقيقة من أب مزواج فقد آثرو أن يرفعو أيديهم عن مد يد العون لها ، بل أنهم تخلو عنها حتى في أحلك الظروف . هي تعيش الآن في بيت أخيها الأكبر ، وهو الوحيد الذي سخره الله لها سندا في هذه الحياة بالرغم من بساطة حاله ، وهي تعاني صنوف العذاب من زوجته وبناتها وأبنائها ، حتى أنهم لم يتورعو عن مد أيديهم عليها بالضرب ناهيك عن الإهانة بالسباب والشتائم . كل هذا وهي صامتة عن إبلاغ أخيها بما تعانيه منهم خوفا عليه وعليهم . وهي طبعا لا تملك أي مورد رزق يعينها على سد حوائجها وحوائج أبنائها من طعام وشراب ، فكيف لها حتى أن تفكر في توفير المال اللازم للخروج إلى منزل آخر مستقل ولو من غرفة واحدة تؤويها هي وأبناءها بعيدا عن هذا الظلم . حاولت هذه السيدة أن تطرق أبواب الجمعيات الخيرية ، ولكن الرد كان دائما يأتي سلبيا عندما يعلم القائمون على تلك الجمعيات أن لها من الإخوة من هم قادرون على إعانتها . هذه السيدة ومثلها الكثيرون هم الأحوج لمد يد العون من أهل الخير ، وأنا أكتب عنها اليوم متطلعا لأن يصل صوت استجدائها من خلال هذه السطور لمن يمكن له أن يسهم في إنقاذها وأبناءها من معاناة العوز والظلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق