التجميل

الخميس، 31 مارس 2011

اليوم الخامس والستون

أجواء الرياض اليوم كانت تشرح الصدر منذ أن استيقظت متأخرا بعض الشيء في يوم الخميس الذي أعوض فيه عادة ما يفوتني من نوم طيلة أيام الأسبوع . ربما كان لما ختمت به ليلة البارحة من معالجة للمشكلة التي أرقتني في الآونة الأخيرة أثر في تحسين قدرتي على استقبال مثل هذه الأجواء الجميلة بنفسية منشرحة . بعد العصر اصحبت زوجتي وأبنائي لنتمشى قليلا في هذه الأجواء التي غابت عنها حرارة الشمس ، وذهبنا لنطلق أرجلنا للمشي في مسار المشي المحيط بوزارة التربية والتعليم . لست أدري لماذا نضطر إلى ركوب السيارة والخوض في ازدحام الطرق لكي نذهب إلى مكان مخصص ومهيأ لممارسة رياضة المشي ، ولماذا لا تكون كل أحيائنا مهيأة لحركة المشاة . على أي حال ، مسار المشي هذا هو مكان تشاهد فيه كل صنوف البشر ، فمنهم الرياضيون الذين رزقم الله ببنى جسمانية أغبطهم عليها ، ومنهم الحوامل الذين يتهادون الهوينى لتسريع لحظة التخلص من هذا الحمل الثقيل ، ومنهم عوائل اصطحبو أطفالهم للعب في هذا الموقع الآمن من حركة السيارات ، ومنهم من هم من أصحاب الأوزان الثقيلة الذين يحاولون حرق بعض السعرات الحرارية ، ومنهم بعض الشباب الدخلاء الذين يتصيدون الفرص لمعاكسة فتيات جئن للمشي في مكان عام يتسم بالهدوء والأمان . ولأنني اليوم كنت منشرح الصدر ، فقد تعمدت أن أتجاوز مثل تلك المظاهر السلبية ، وأتمتع بالمشي فيما أسمته الأمانة ممر الزهور ، وليتها تحيل كل طرقنا إلى ممرات للزهور . بعد العشاء ختمت يومي بحدث سعيد كنت أترقب ملامحه في أجواء اليوم السعيدة منذ الصباح . هذا الحدث هو خطبة إبنة أخي لشاب من البحرين الشقيقة . استبشرت بمعرفة هذا الشاب ، وتمنيت لهما كل السعادة والتوفيق في قابل حياتهما ، ولأخي الصبر على فراق ابنته إلى بلد آخر ، فما أعانيه من فراق ابنتي التي تدرس في الشارقة يجعلني أحس بما هو مقدم عليه . ولكنها سنة الحياة ، ولابد لكل شيء يوما من فراق . كل ما أرجوه ، أن تكون سعادة ابنته مع زوج المستقبل عزاء له عن معاناة هذا الفراق المحتوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق