أجواء الرياض اليوم كانت تشرح الصدر منذ أن استيقظت متأخرا بعض الشيء في يوم الخميس الذي أعوض فيه عادة ما يفوتني من نوم طيلة أيام الأسبوع . ربما كان لما ختمت به ليلة البارحة من معالجة للمشكلة التي أرقتني في الآونة الأخيرة أثر في تحسين قدرتي على استقبال مثل هذه الأجواء الجميلة بنفسية منشرحة . بعد العصر اصحبت زوجتي وأبنائي لنتمشى قليلا في هذه الأجواء التي غابت عنها حرارة الشمس ، وذهبنا لنطلق أرجلنا للمشي في مسار المشي المحيط بوزارة التربية والتعليم . لست أدري لماذا نضطر إلى ركوب السيارة والخوض في ازدحام الطرق لكي نذهب إلى مكان مخصص ومهيأ لممارسة رياضة المشي ، ولماذا لا تكون كل أحيائنا مهيأة لحركة المشاة . على أي حال ، مسار المشي هذا هو مكان تشاهد فيه كل صنوف البشر ، فمنهم الرياضيون الذين رزقم الله ببنى جسمانية أغبطهم عليها ، ومنهم الحوامل الذين يتهادون الهوينى لتسريع لحظة التخلص من هذا الحمل الثقيل ، ومنهم عوائل اصطحبو أطفالهم للعب في هذا الموقع الآمن من حركة السيارات ، ومنهم من هم من أصحاب الأوزان الثقيلة الذين يحاولون حرق بعض السعرات الحرارية ، ومنهم بعض الشباب الدخلاء الذين يتصيدون الفرص لمعاكسة فتيات جئن للمشي في مكان عام يتسم بالهدوء والأمان . ولأنني اليوم كنت منشرح الصدر ، فقد تعمدت أن أتجاوز مثل تلك المظاهر السلبية ، وأتمتع بالمشي فيما أسمته الأمانة ممر الزهور ، وليتها تحيل كل طرقنا إلى ممرات للزهور . بعد العشاء ختمت يومي بحدث سعيد كنت أترقب ملامحه في أجواء اليوم السعيدة منذ الصباح . هذا الحدث هو خطبة إبنة أخي لشاب من البحرين الشقيقة . استبشرت بمعرفة هذا الشاب ، وتمنيت لهما كل السعادة والتوفيق في قابل حياتهما ، ولأخي الصبر على فراق ابنته إلى بلد آخر ، فما أعانيه من فراق ابنتي التي تدرس في الشارقة يجعلني أحس بما هو مقدم عليه . ولكنها سنة الحياة ، ولابد لكل شيء يوما من فراق . كل ما أرجوه ، أن تكون سعادة ابنته مع زوج المستقبل عزاء له عن معاناة هذا الفراق المحتوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق