التجميل

الثلاثاء، 1 مارس 2011

اليوم الخامس والثلاثون

كل مين إيدو إلو .. هذا هو حال كثير من الأمور في حياتنا ، وحال قيادة السيارات على وجه الخصوص . عندما نشتكي من ازدحام الطرق نعرض لكثير من المسببات ، ونطرح الكثير من الحلول . ولكن أحد الأسباب الحقيقية في رأيي لهذا الحال البائس هو نمط القيادة الذي يمارسه الناس في الطرقات . كلنا يرى كيف يتصرف كل منا وكأنه يملك الطريق لمفرده ، أو كأنه لا يوجد أحد سواه في الطريق . كلنا نرى كيف يتجاوز قائد أرعن صف السيارات ليحشر سيارته من ناحية اليمين ليتصدر كل السيارات المصطفة عند إشارة المرور . كلنا نرى كيف يناور بعض قادة السيارات من مسار إلى مسار دون أدنى اعتبار لمن هم في الطريق . كلنا يرى كيف تصطف السيارات بمنتهى العشوائية والتلاصق عن إشارات المرور في مشهد مزر يعبر عن عشوائية الأخلاق والمباديء عند الناس . كلنا نرى كيف يتسابق قادة السيارات لقطع الإشارات حالما يطمئنون إلى غياب كاميرات ساهر . أحد أسباب الازدحام الذي يندرج في نمط القيادة هو ما نراه من ظاهرة التسكع في الطرقات ، وتكالب سيارات الشباب وراء سيارة ما في موكب متقاطر لمجرد أن تلك السيارة بها كائن يرتدي عباءة سوداء ، مع أن هذا الكائن يمكن أن يكون خادمة أو شوال فحم . الأكدأ هو حالة الطناش والتجاهل التي غالبا ما نراها من أفراد شرطة المرور ، حتى وإن كانو حاضرين في أي من هذه المشاهد ، بل لربما كان أحدهم هو من يقوم بهذه الممارسات من تجاوز وتسابق ومناورات جرئية . ولكن المشهد الذي لم أستطع فهمه ، هو مشهد سيارة المرور التي تقوم بخنق مداخل الطرق السريعة مفسحة مجالات ضيقا لمرور سيارة واحدة بالكاد ، يسعى قائدها بكل حرص لكي يتفادى الاحتكاك بسيارة المرور التي تعترض الطريق . ومن ثم يجلس الشرطي في سيارته بمنتهى البرود ، دون أن يزعجه أو يثيره تراكم السيارات خلف سيارته في سباق محموم وصراع مخيف لخطف أسبقية المرور إلى الطريق . ساهر نظام للرقابة المرورية لا غبار عليه من ناحية المبدأ ، ولكنه لن يحقق أيا من أهدافه في غياب جهود فاعلة لتطوير وتحسين سلوكيات الناس في القيادة ، وهي في رأيي قضية تربوية بالدرجة الأولى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق