أحد نعم الله على الناس في هذا البلد هو وجود شيء ما إسمه المعقب ، وهو الشخص الذي يمتهن متابعة وإنجاز الإجراءات الحكومية نيابة عن شخص أو مؤسسة أو شركة . المعقب يحمل هما كبيرا عن عميله أو من يمثله إن تذكرنا مقدار الهم والمعاناة التي يعيشها من تضطره أحوال الحياة لمراجعة إحدى الدوائر الحكومية . ولكن المعقب يعجز أحيانا عن إنجاز بعض الأمور ، وقد تجد موظفا في إحدى الدوائر يصر على حضور صاحب الشأن بشكل شخصي بالرغم من أنه كان قد منح المعقب الذي كلفه بإنجاز المهمة وكالة شرعية تخوله حق تمثيل صاحب الشأن الأساسي . اليوم عشت واحدة من هذه الحالات ، اضطررت فيها للتعامل المباشر مع إحدى أكثر الأجهزة تعقيدا وبيروقراطية ، وهي مكتب العمل . والرحلة إلى مكتب العمل في مدينة الرياض هي معاناة بحد ذاتها ، ولا أدري ما هو السبب الذي دفع المختصين فيها لاختيار هذا الموقع النائي الذي يضطر معه المراجع لأن يسلك أحد أكثر طرق الرياض ازدحاما وهو طريق خريص . وإن أوصلك الله بالسلامة إلى مقر مكتب العمل تبدأ معاناة أخرى للبحث عن موقف لسيارتك . كم رثيت اليوم لحال السكان الذين يعيشون في الأحياء المحيطة بمقر المكتب ، إذ أن شوارع الحي تحولت إلى مواقف عامة وغابة مزدحمة من السيارات التي تجول في الحي . هذا المقر لمكتب العمل هو الفرع الوحيد الذي يقوم بخدمة كل سكان مدينة الرياض ، ويتم فيه إنجاز كل المهام تحت سقف واحد ، وبذلك تجد كل فئات الناس في ذلك الموقع ، ومنهم الباحثون عن عمل ، والمعقبون الذين يسعون لإنهاء مهام شركاتهم ، وغير أولئك الكثيرون . هذا المنظر الغريب نراه في القرن الحادي والعشرين في بلد رفع راية تبني مفهوم الحكومة الإلكترونية ، وهو لا يزال يتعامل بالنماذج الورقية والملفات الخضراء ، ولا زالت مكاتب العرضحالجية متناثرة حول الموقع . الظريف أن تلك المكاتب أصبحت تتعامل بالتقنية الحديثة ، إذ بإمكانك أن ترى أجهزة بث الإنترنت اللاسلكية قابعة على المكاتب . السؤال الذي تبادر إلى ذهني ، هل تسنى لمعالي وزير العمل أن يزور هذا المكتب حتى يرى بأم عينه ما يعيشه الناس من معاناة ؟ .
الحال من تعقيد الى تعقيد أكبر وربك أي معاملة ببأربع أو خمس معاملات وهذا شيئ عجيب وهذا شيئ ليس جيداً ولابد لليل أن ينجلي
ردحذفهل تسنى لمعالي وزير العمل أن يزور هذا المكتب حتى يرى بأم عينه ما يعيشه الناس من معاناة ؟
ردحذفان كان لا يدري فتلك مصيبة وان كان يدري فالمصيبة اعظم! وبالله التوفيق