كنت قد اشتكيت منذ يومين من أسلوب التقطير والتجزئة في الطلبات التي يطلبها موظف ما في إدارة ما في وزارة ما من وزارات بلادنا ، بما في ذلك تلك الممثليات السعودية في دول أخرى قريبة وبعيدة لا يربطها سوى هذه الثقافة الراسخة في أسلوب العمل في الأجهزة الحكومية . والغريب أن هذه الثقافة لا تعبر عن حالة من ممارسة التسلط فقط ، إذ أنها يمكن أن تكون صادرة من موظف ما يملك يمنح خدمة لمواطن ، أو أنه يحناج خدمة من مواطن . وفي الحالة الثانية تصبح ممارسة هذه الثقافة السلوكية أمرا أكثر استغرابا . سأضرب مثالا على ذلك ، موظف في إدارة المشتريات في إحدى الأمانات مارس معنا مثل هذا الأسلوب في تقطير الطلبات مع أن هذه الأمانة بحاجة إلى توقيع هذا العقد لإطلاق العمل في هذا المشروع الهام . مر الآن أكثر من عشرةأشهر منذ أن تقدمنا لهذه المنافسة وفزنا بها ، وإدارة المشتريات تفحص وتمحص وتطلب طلبات جديدة ومستندات جديدة من وقت لآخر . وفي كل مرة تضع لنا مهلة لا تتخطى ثلاثة أيام لتوفير طلباتهم وإلا فإننا سنكون عرضة للاستبعاد والإعدام المهني ، ثم ينامون بعدها ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر قبل أن يبلغوننا بمزيد من الطلبات . في هذه الحالة ، المستفيد هو جهاز الأمانة ، ونحن أصحاب فضل عليهم بما سنقدمه لهم من خدمة تعاقدية ، ومع ذلك تمارس معنا الأمانة ، أو موظف بسيط فيها ، ذات الأسلوب في التقطير والتجزئة والتشكيك المسبق . ألم أقل لكم أنها ثقافة راسخة في العمل الحكومي السعودي ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق