التجميل

الأربعاء، 9 مارس 2011

اليوم الثالث والأربعون

كنت اليوم حاضرا في جلسة المؤتمر الذي نظمته الجمعية السعودية للهندسة المدنية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة حول قضية الإسكان ، وهو المؤتمر الذي تحدثت فيه أمس عن جانب من هذه القضية . جلسة اليوم تضمنت حديثا لمدير عام فرع صندوق التنمية العقاري بجدة ، وكعادتي التي لم أتمكن من التخلص منها بعد ، وجدتني في نهاية الجلسة أطرح وجهة نظري الناقدة لكل هيكل الصندوق وآلياته وتوجهاته ، مع أني سعيت إلى تحجيم حدة هذا الطرح نظرا لتقديري الشخصي لأخي حسين الزهراني مدير فرع الصندوق بجدة ، ولعلمي الأكيد بأنه يتفق معي في معظم وجهات نظري حول هذا الموضوع . بعد الجلسة وصلتني على هاتفي الجوال رسالة من موقع جريدة الاقتصادية يفيد بصدور دفعة جديدة من قروض الصندوق . أغلقت الرسالة وأكملت طريقي إلى المنزل ، وحين وصلت تناولت جهاز حاسوبي المحمول لأستعرض بريدي الإلكتروني وأطلع على المواقع الإلكترونية للصحف اليومية كالمعتاد . وحين فتحت صفحة جريدة الاقتصادية وجدت الخبر متصدرا الشاشة ، فنقرت الرابط ، وصرت أستعرض أسماء من شملتهم هذه الدفعة من قروض الصندوق ، فوجدت اسمي بين الأسماء . أصابني حينها شعوران متناقضان ، شعور بالفرح لانتهاء مدة الانتظار التي طالت لمدة خمسة عشر عاما كاملة ، وفرحة الإحباط من أن القرض لن يكون إلا حبرا على ورق ، فلا أرض لي لأبنيها ، ولا يعقل أن أرهن منزلي الذي أسكنه لأحصل على القرض ، ولمدة خمسة وعشرين عاما . على أي حال ، لا أريد أن يعتقد أحد أن حصولي على القرض سيكون سببا لتغير وجهة نظري حول الصندوق ، وسأظل مقتنعا ورافعا راية المناداة بما أدعو إليه من تطوير في آليات الصندوق وسياساته . فأنا لا أريد لأبنائي أن يطول انتظارهم كما طال انتظاري ، بل أريد لهم كما قال أحد البسطاء ... وطنا في وطنهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق