التجميل

الجمعة، 4 مارس 2011

اليوم الثامن والثلاثون

وصلت اليوم بحمد الله عائدا إلى الرياض . كلما أخذتني إحدى رحلاتي إلى أحدى المدن القريبة كدبي أو الدوحة أو حتى القاهرة ، ناهيك عن دول أوروبا أو أمريكا ، أجدني أعقد المقارنات بين كل ما أشاهده فيها وبين بلادي . أحد مواطن المقارنة المؤسفة هي مقارنة مطارات تلك المدن بمطارات المملكة الدولية ، ولست أتحدث هنا عن المطارات المحلية . عندما يحين موعد رحلتي من مطار دبي مثلا تجدني أتوجه إلى المطار قبل الرحلة بوقت كاف ، إذ أن تجربة المطار وخدماته ومرافقه ومطاعمه وأسواقه تجربة جميلة جذابة ممتعة . وفي المقابل ، عندما يحين موعد رحلتي من مطار الرياض أو جدة أجدني أتوجه إلى المطار لأصل بالكاد وقت ركوب الطائرة ، فليس في أي من هذه المطارات ما يمكن عمله . تجربة الوصول أيضا تجربة تعيسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، منظر طوابير الجوازات منظر مؤلم بما فيه من ممارسة مخلة لتفرقة عنصرية بين جنسيات الواصلين ، وصول الحقائب جانب آخر مؤلم في هذه المعاناة ، المسارات متهالكة والحقائب تتناثر فوق بعضها البعض بعد وصولها المتأخر ، الأكثر إزعاجا أنك لا تدري أحيانا في أي المسارات سوف تصل حقيبتك ، فالمعلومات المتوفرة على الشاشات المعطلة يمكن أن تكون خاطئة في كثير من الأحيان . الجمارك أيضا تبعث على الأسى ، وتفتيش الحقائب لازال يتم بطرق تقليدية متأخرة . عندما تخرج من صالة الوصول تجد نفسك في صالة صغيرة مزدحمة بالمستقبلين ، وأول المستقبلين هم السائقون الذي يتهافتون عليك ليعرضو خدمات التوصيل بشكل غير نظامي ، وهم بالمناسبة ليسو سعوديين فقط ، فالأجانب أصبحو يزاحمون السعوديين في هذا الجانب . المطارات واجهة حضارية مهمة ، فهل لنا أن نرى يوما مطارا كمطار دبي في مدننا السعودية ؟ . وأنا هنا لا أتحدث فقط عن المباني ، بل إن العنصر البشري ربما يكون هو الأهم في هذه القضية . ربما أتناول هذا الموضوع يوما في المقال الأسبوعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق