التجميل

الخميس، 3 مارس 2011

اليوم السابع والثاثون

نسمع أحيانا من بعض الناس في بلادنا ، وخاصة بعض المسئولين ، من يتحدث عن دبي حديثا ملؤه النقد وتصيد الأخطاء ، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية التي أسقطت نموذج دبي المالي ، وعصفت باستثمارات الكثيرين من مستثمري المضاربات المالية والعقارية فيها . أنا شخصيا كنت أحد أوائل المنتقدين لهذا النموذج من ناحية هيكله المالي المعتمد على المضاربة وخلق سوق مزيف بعيد عن الطلب الحقيقي ، وكذلك من ناحية أخرى تتناول البنية العمرانية التي كنت أرى ولازلت أنها لا تنسجم مع معطيات الهوية المحلية ، خلقت فيها دبي نموذجا عمرانيا يفتقر إلى معطيات الحضارة بمبان وأبراج زجاجية ومعدنية تعبر عن حداثة مفرطة . منظر أبراج دبي الخاوية إبان الأزمة هو منظر محزن ، ولكن مشاعر التشفي التي نسمعها بين الفينة والفينة من بعض المسئولين أغفلت حقيقة هامة عن نجاح كبير حققته دبي في خطتها التنموية . هذه الحقيقة هي أن دبي نجحت في وضع الأسس لبنية تحتية قوية سوف توفر لها أساسا قويا ورافدا مهما لتنمية ناجحة مستدامة على المدى الطويل . ودبي حالما تنفض آثار الأزمة سوف تكون مسلحة بهذه البنية التحتية لتحقق نجاحات تنموية كبيرة . البنية التحتية ليست فقط في الطرق والجسور والأنفاق وشبكة الطرق التي تميز دبي بحق عن كل مدن ودول المنطقة ، ولا في شبكات الخدمات التي امتدت وغطت كافة أنحاء المدينة ، بل أيضا في البنية التشريعية التي تجعل ممارسة الأعمال أمرا ميسرا وواضحا للجميع ، وأيضا في نمط الحياة المنظم والسهل والمتنوع الذي يجعل دبي مكانا جاذبا للجميع . دبي اتبعت نموذجا ماليا متهورا سقط سقوطا ذريعا في الأزمة المالية التي عصفت به ، ولكن حسن إدارة تلك الموارد المالية التي توفرت للمدينة هو أمر يحمد للقائمين على إدارة التنمية فيها ، وهو ما نشتكي منه في مدننا السعودية بشكل عام . نجاح دبي هو نجاح في إدارة التنمية ، ولو قارنا موارد دبي المالية بموارد المملكة لتبين لنا تفوق المملكة في هذا الجانب ، في الوقت الذي فشلت فيه إدارة التنمية في المملكة عن تحقيق جزء من النجاح الذي حققته دبي في بناء بنيتها التحتية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق