التجميل

الاثنين، 21 مارس 2011

اليوم الخامس والخمسون

في مثل هذا اليوم من كل عام يعيش العالم كله احتفالا بيوم الأم ، في الوقت الذي يواجه مثل هذا الاحتفال بعض الاعتراض في المملكة ، من منطلق أن أعياد المسلمين تقتصر على عيدي الفطر والأضحى المباركين . وهذا المنطلق مع صحته ، لا أرى أنه يمنع الاحتفال بمناسبات تضفي مزيدا من الفرح في حياتنا في مواجهة كم الضغوط التي نواجهها ، وما يمكن أن تحققه من توثيق روابط الصلات الاجتماعية بين الناس . يوم الأم أجده أحد أهم تلك المناسبات الاجتماعية التي تستحق الاحتفال ، والأم في الحقيقة تستحق الاحتفاء بها كل يوم ، ولكن توافق الناس في العالم كله على مثل هذا الاحتفال أجده بادرة جميلة تعطي الأم نزرا يسيرا مما تستحقه من تقدير . المشكلة أن بعض الناس يبالغ في الاحتفال بهذه المناسبة ، وينفق مبالغ كبيرة على الهدايا والاحتفالات ، وهو ما أجده مثلبا يسيء إلى هذه المناسبة . المطلوب في رأيي هو تعبير رمزي يحقق الغرض ويوصل الرسالة ، ولربما كانت باقة ورد من طفل مبتسم أوقع أثرا من الهدايا باهظة الثمن وهي فارغة من المشاعر . بالنسبة لي أعيش في مثل هذا اليوم حالتين متناقضتين ، فمع مشاعر الفرح التي نحيط بها أم أبنائي ، أعيش شيئا من حزن الذكريات والحنين والشوق لأمي التي فقدتها منذ حوالي السبع سنوات . حزني على أمي لم يخفت أبدا طيلة هذه الفترة ، ولكنه يتفاقم في هذا اليوم كل عام وأنا أرى الكل يحتفون بأمهاتهم ، ولا أجد ما أقدمه لأمي إلا الدعاء ودموعا تنهمل شوقا لها . وبعيدا عن مشاعر الحزن ، يشعرني هذا اليوم أيضا بشيء من الغيرة ، فالأب المسكين لا يجد له يوما من الاحتفاء ، مع أن يوم الأب مسجل في قائمة أيام المناسبات العالمية دون أن يجد ذات الحشد من الاهتمام والتفاعل الذي يجده يوم الأم . ولكن حسبي من أبنائي شعور الفخر الذي يمنوحونني إياه في كل إنجاز يحققونه في حياتهم . حفظ الله للجميع آباء وأمهات وأبناء ، وجعل أيامهم كلها فرحا وسعادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق