التجميل

الأحد، 13 مارس 2011

اليوم السابع والأربعون

مدينة الرياض تعيش منذ يوم الجمعة أجواء ممطرة بشكل يكاد يكون متواصلا ، ولم أر قرص الشمس منذ نهار الخميس ، إلا إن كان قد ظهر من بين السحب في غفلة مني بينما كنت داخل مكتبي أو منزلي . وبعد مطر الجمعة الغزير المصحوب بزخات البرد الكثيفة ، برزت إلى الأذهان صور كارثة جدة ، وأصبح الكثير يتساءلون عما إذا كانت الرياض ستلقى ذات المصير . اليوم كنت في طريقي إلى الغرفة التجارية لحضور اجتماع بها بعد صلاة المغرب  ، وانصب المطر منهملا بغزراة بينما كنت أسير الهوينى في ازدحام الطرق . دعوت الله أن لا ينزل البرد أيضا هذه المرة فتتحطم سيارتي التي نجت من أمطار الجمعة بينما كانت مختبئة في موقف المنزل المغطى . ودعوت الله أن لا أفاجأ بتسونامي يجرف سيارتي وسيارات الآخرين في منظر مماثل لما نشهده هذه الأيام من صور رهيبة تأتي من اليابان ، وهو ما حصل لأحد أقاربي الذي جرفته وسيارته سيول جدة في كارثة جدة الأخيرة بينما كان يقود سيارته في طريق المدينة المنورة ، وهو شريان جدة الرئيسي الذي يفترض أنه أفضل الطرق من ناحية تجهيزه بشبكات تصريف السيول ومرافق البنية التحتية . وصلت إلى مقر الغرفة بسلام حيث وجدت لسيارتي ملجأ آمنا في قبو المبنى ، وخرجت بعد الاجتماع الذي استمر حوالي الساعتين وأنا أترقب إن كانت المياه قد غمرت الطرق . كان طريق عودتي إلى المنزل آمنا بحمد الله ، ووصلت بالسلامة دون أن أشهد أي تجمعات خطيرة للمياه ، ولم أسمع في نشرة الأخبار عن أية مشاكل في مواقع أخرى من المدينة . يبدو أن الرياض قد نجحت في الاختبار حتى الآن ، فكم الأمطار الذي هطل عليها منذ يوم الجمعة يزيد بكثير عن الأمطار التي أغرقت جدة في ساعتين اثنتين فقط . حسنا ، لا أظن أن الرياض أو جدة أو أية مدينة أخرى يمكن أن تشهد كوارث مثل التي عاشتها اليابان ، وأرجو ألا يكتب الله مثل هذا اليوم ، وإلا فإن أيا من مدننا لن تصمد كما صمدت اليابان مع كل ما أصابها من دمار ، وهي التي تتمتع بمستوى متقدم من التجهيز والاستعداد لمثل هذه الكوارث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق