التجميل

السبت، 19 مارس 2011

اليوم الثالث والخمسون

اليوم دار نقاش ساخن مع أحد الأصدقاء الذين أتشرف بمتابعتهم لهذه المدونة حول مضمون ما كتبت يوم أمس عن قرارات الجمعة التي سميت بجمعة الوفاء . القاريء الكريم انتقد حدة ما كتبت ، واستغرب تعبير الصدمة والإحباط الذي استخدمته ، وقال أن المكون الديني الذي يميز المملكة يحملها مسئولية حماية العلماء ورجال الدين ، وإلا لكانت المملكة مثلها مثل بقية الدول التي رأى أنها لا يجب أن تكون قدوة لأبناء الجيل . تبادلت معه بعض الرسائل الإلكترونية ، محاولا إيضاح ما وراء ما قلته يوم أمس ، وقلت له أن مقدار الصدمة سببه ارتفاع سقف التوقعات التي رفعتها حالة الترقب والمخاوف التي شابت الأجواء في الأسبوعين الماضيين . وقلت له أني لا أختلف معه في الخصوصية الدينية للمملكة ، ولا أعتقد أن أحدا يجادل في هذا الجانب . ولكني قلت له أيضا أنني أتحدث عن الجانب التنموي ، وأن المال لا يمكن أن يكون بمفرده وسيلة لمعالجة المشكلات ، وأن مثل هذه المعالجات يمكن أو توقع آثارا سلبية مباشرة على الاقتصاد ، وضربت مثلا لذلك بأن رفع قيمة قرض الصندوق سيعود مباشرة بالتضخم على تكاليف عناصر البناء ، ومثل ذلك التضخم يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للمكافآت المالية غير المدروسة ، خاصة وأنها جاءت متجاهلة لشريحة عريضة من المواطنين وهم منسوبو القطاع الخاص والمتسببون من أصحاب الأعمال الصغيرة . قلت له أيضا أن معالجة المشاكل التي نعيشها تتطلب حلولا مؤسسية ، فمثلا ، بناء 500 ألف وحدة سكنية لا يمكن أن يتم بآليات الهيئة العامة للإسكان ، والموضوع يتطلب معالجة جوانب أخرى مثل مشكلة الأراضي وآليات البناء والحاجة إلى تفعيل دور القطاع الخاص . النقاش لم يخرج عن حدود اللياقة والأدب ، وهو ما أكبرته في المحاور الكريم . ولكنني قلت له أيضا أن كل ما كتبت لم يكن إلا من منطلق الحرقة على الوطن ، فكلنا يريد لهذا الوطن وأهله الخير كله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق