اليوم دار نقاش ساخن مع أحد الأصدقاء الذين أتشرف بمتابعتهم لهذه المدونة حول مضمون ما كتبت يوم أمس عن قرارات الجمعة التي سميت بجمعة الوفاء . القاريء الكريم انتقد حدة ما كتبت ، واستغرب تعبير الصدمة والإحباط الذي استخدمته ، وقال أن المكون الديني الذي يميز المملكة يحملها مسئولية حماية العلماء ورجال الدين ، وإلا لكانت المملكة مثلها مثل بقية الدول التي رأى أنها لا يجب أن تكون قدوة لأبناء الجيل . تبادلت معه بعض الرسائل الإلكترونية ، محاولا إيضاح ما وراء ما قلته يوم أمس ، وقلت له أن مقدار الصدمة سببه ارتفاع سقف التوقعات التي رفعتها حالة الترقب والمخاوف التي شابت الأجواء في الأسبوعين الماضيين . وقلت له أني لا أختلف معه في الخصوصية الدينية للمملكة ، ولا أعتقد أن أحدا يجادل في هذا الجانب . ولكني قلت له أيضا أنني أتحدث عن الجانب التنموي ، وأن المال لا يمكن أن يكون بمفرده وسيلة لمعالجة المشكلات ، وأن مثل هذه المعالجات يمكن أو توقع آثارا سلبية مباشرة على الاقتصاد ، وضربت مثلا لذلك بأن رفع قيمة قرض الصندوق سيعود مباشرة بالتضخم على تكاليف عناصر البناء ، ومثل ذلك التضخم يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للمكافآت المالية غير المدروسة ، خاصة وأنها جاءت متجاهلة لشريحة عريضة من المواطنين وهم منسوبو القطاع الخاص والمتسببون من أصحاب الأعمال الصغيرة . قلت له أيضا أن معالجة المشاكل التي نعيشها تتطلب حلولا مؤسسية ، فمثلا ، بناء 500 ألف وحدة سكنية لا يمكن أن يتم بآليات الهيئة العامة للإسكان ، والموضوع يتطلب معالجة جوانب أخرى مثل مشكلة الأراضي وآليات البناء والحاجة إلى تفعيل دور القطاع الخاص . النقاش لم يخرج عن حدود اللياقة والأدب ، وهو ما أكبرته في المحاور الكريم . ولكنني قلت له أيضا أن كل ما كتبت لم يكن إلا من منطلق الحرقة على الوطن ، فكلنا يريد لهذا الوطن وأهله الخير كله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق