التجميل

السبت، 5 مارس 2011

اليوم التاسع والثلاثون

انهالت الرسائل اليوم على هاتفي الجوال متضمنة بيانات وزارة الداخلية حول التحذير من تنظيم أية مظاهرات في أي من مدن المملكة . البيانات جاءت بلغة تحذيرية قوية ربما تنسجم مع حجم المخاطر التي تشوب الأجواء في ظل بروز دعوات متناثرة لتنظيم مثل هذه المظاهرات ، وبعض الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن مظاهرات شهدتها مدن القطيف وسيهات يوم أمس . المظاهرات ممارسة غير معتادة في المملكة ، وهي بعيدة عن طبيعة الثقافة السعودية . وهذا الواقع لا يبرر رفض المظاهرات شرط أن تكون سلمية ، وبيانات وزارة الداخلية التي أكدت على منع المظاهرات بناء على أسس شرعية أعتقد أنها جانبت الصواب ، إذ أن الجانب الشرعي لا علاقة له بهذا الموضوع ، والمناصحة ورفع المطالب ليس دوما مؤشر ثورة بل إنه غالبا ما يكون مؤشر ثقة في الدولة ، ورغبة في إيصال المطالب إليها بوسيلة مسموعة ، خاصة في ظل غياب آليات مؤسسية لاستقبال المطالب الشعبية . ولكني أتفق أيضا مع أن المظاهرات يمكن أن تكون وسيلة لإثارة البلبلة والعنف والعنف المضاد بين أفراد الشعب ، خاصة وأن هذا الشعب تتنازعه تجاذبات قبلية وطبقية وطائفية وعنصرية في كثير من جوانبه . إذن ما الحل ؟ . الحل في رأيي هو في مبادرة جادة من الدولة للحوار مع مختلف فئات المجتمع ، وتأسيس قنوات وآليات منظمة وممنهجة لتلقي المطالب والشكاوى ، علاوة على تسريع منهج الإصلاح ، وتفعيل دور مجلس الشورى في منظومة التشريع الذي يعاني بطءً شديدا في تعاطيه مع مشاكل التنمية . قرارت يوم الأربعاء الماضي المتزامنة مع عودة الملك عبرت عن حرص من الملك والدولة على الاستجابة لطموحات الشعب ، وتلمس لمعاناته في كثير من الجوانب ، ولكن هذه القرارات تحتاج أيضا إلى آليات مؤسسية لتفعيلها وتحقيق آثارها الإيجابية على المجتمع ، إذ أن الحلول المالية لا تكفي دوما لإسكات الأصوات المطالبة بالعدالة ودرء الفساد ومعالجة مشكلات التنمية .

هناك تعليق واحد:

  1. لا تعليق لأنني أجنبي!!!!!!!!!!
    الوضع يخصكم وحدكم وأي كلام مني يمكن تقولون لي خلي في اللي عندك, تصطفلوا؟.

    ردحذف