التجميل

الخميس، 24 مارس 2011

اليوم الثامن والخمسون

ثقافة العمل في الأجهزة الحكومية هي ثقافة راسخة بحمد الله ، والأسلوب الذي يتعامل به الموظفون في هذه الأجهزة مع المراجعين والمتعاملين يبدو أنه جزء من تركيبة هذه الأجهزة بغض النظر عن موقعها الجغرافي . والدليل أنه عندما تعين علي التعامل مع الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات العربية المتحدة لأنهي إجراءات ضم ابنتي إلى البعثة بناء على الأمر السامي الكريم وجدت في تعامل موظفي الملحقية ذات الأسلوب الفج والعشوائي في التعامل كما نشهده جميعا في الأجهزة الحكومية في المملكة . ربما الفرق الوحيد هو أن الموظف هذه المرة كان سيدة وليس رجلا ، وأحمد الله أنه ليس علينا في المملكة أن نتعامل مع سيدات في الدوائر الحكومية . على الأقل في التعامل مع الرجال يمكننا الجدال ورفع الصوت في حين أن التعامل مع السيدة يفرض علينا السكوت والرضوخ . ولكن موقف اليوم منعني من الرضوخ ، ولم أعد أحتمل هذا النمط المتكرر من تقطير الطلبات والمعلومات لإنهاء أي إجراء حكومي . منذ أسبوعين وأنا أتردد على دبي ذهابا وجيئة ، وفي كل مرة يطلب مني طلب جديد ، أو مستند جديد ، أو تعهد جديد . قلت للموظفة ، مثل هذه المراجعة التي تتطلب السفر من بلد لآخر أمر صعب ، فماذا عليكم لو طلبتم كل طلباتكم مرة واحدة ؟ . هذه السيدة علا صوتها حتى عنان السماء ، واتهمتني بالكذب ، وأنها لم تتحدث إلي سابقا ، ولم ترني قط ، وعليه فإنها لا تتحمل مسئولية قصور المعلومات الذي أشتكي منه . وبالرغم من أن الخطأ وارد ويمكن تفهمه ، خاصة في ظل الازدحام الذي تواجهه الملحقية هذه الأيام ، إلا أن الخروج عن حدود الأدب في التعامل أمر غير مقبول ، خاصة في مثل هذه المؤسسة التي تمثل واجهة لبلادنا في الدول الأخرى . الشيء الذي أثلج صدري وبرد ناري هو التعامل الحسن من الملحق ونائبه ، الذين تداركا الموقف وتفضلا بمساعدتي على إنهاء الإجراءات المطلوبة . ولكن ، لماذا يضطر القادة دوما لتصحيح أخطاء الصغار ؟ ، ولماذا لا تكون الإجراءات المطلوبة واضحة ومحددة ومعلنة على الملأ بدلا من تقطيرها بالتجزئة من ذاكرة موظفة تفتقر إلى أبسط أدبيات التعامل المحترم ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق