التجميل

الأربعاء، 23 مارس 2011

اليوم السابع والخمسون

تأكدت اليوم أن الدنيا فعلا لا زالت بخير ، وأنا هناك كثيرا من الناس الذين يبحثون عن فرصة لعمل الخير ولو على قدر استطاعتهم . حديثي يوم أمس عن الصديق الفلسطيني المصاب بورم الدماغ ، والذي يعاني من انغلاق أبواب المرافق الطبية في وجهه لأنه أجنبي ، وجد كثيرا من التفاعل من عدد من الإخوة الذين يشرفونني بمتابعة هذه اليوميات . واليوم اتصل بي عدد منهم ليس فقط لإبداء التعاطف ، ولكن لتقديم النصح والرأي والتوجيه حول السبل التي تمكن هذا المريض من الحصول على الأمر الذي يمكنه من الحصول على العلاج في أحد مرافقنا الطبية الحكومية . هذا التفاعل أسعدني كثيرا ، ليس فقط لأنه دل على حرص هؤلاء على عمل الخير ولو على قدر استطاعتهم ، ولهم مني لذلك كل الشكر ، ولكن أيضا لأني شعرت بأن هذه المدونة لها قيمتها ، وأن ما أكتبه يجد شيئا من الصدى والتأثير والتفاعل ، إذ أنني كنت في الآونة الأخيرة قد بدأت أصاب بي شيء من الإحباط ، وبدأت أشعر بأن ما أكتبه لا يعدو أن يكون صدى لما في نفسي ينبعث في صحراء مقفرة ليس فيها أحد ، ولا يحس به أحد . ولكن التفاعل الذي رأيته اليوم حول قضية الأمس أعاد إلى نفسي الحماسة التي بدأت بها قبل ست وستين يوما . توالت الاتصالات اليوم حول موضوع صديقي المريض ، ومن هؤلاء من اتصل فقط ليقدم الدعاء الخالص بالشفاء العاجل ، فجزى الله الجميع كل خير . ولكن ، هذا التفاعل لا يحل أساس المشكلة ، وحقيقة أن يضطر شخص مثل هذا أمضى في المملكة أربعين سنة ، وأثبت انتماءه لهذا البلد بكل الأشكال ، أن يضطر إلى التزلف والاستجداء وطلب العطف للحصول على العلاج الذي هو أبسط الحقوق لمجرد أنه أجنبي ، هي حقيقة مرة تتطلب معالجة جذرية وشاملة ، وهذه التفرقة في حقوق إنسانية بحتة ما هي إلا شكل من أشكال التفرقة العنصرية التي يرفضها الدين والخلق والمنطق .

هناك تعليق واحد:

  1. الجميع يتفاعل و يتابع ويرغب في التغير الإيجابي ولكن في كثير من الأحيان ما باليد حيلة و خاصة في الأمور النظامية المترابطة بأنظمة الدولة. حتى العاملين في الدولة يتفاعلون و قد قديرغبون في تعديل الأنظمة لكن النظام لا يسمح بالتداخل و أحيانا حتى الإقتراح. أساس المشكلة هي مركزية الدوائر الحكومية و باذات الوزارات، فكل القرارت بيد الوزير و الوزراء أشخاص مثقفون و قادرون على إتخاذ قرارات جيدة و لكن المشكلة تكمن بالوقت لمتابعة كل صغيرة و كبيرة في الوزارة، و لربما توزيع و إعطاء صلاحيات أكبر للآخرين و دعمهم مع المكافأة في الإنجاز و ليس فقط المحاسبة في الإخفاق قد يكون الحل لكثير من المشاكل المنأصله في النظام. أعتقد أن خبرتك مع هذه الدوائر عميقة و قد تكون موضوعا قيما في كتاباتك الشيقة.

    ردحذف