التجميل

الاثنين، 7 مارس 2011

اليوم الحادي والأربعون

جدة غير . الشعار الذي أصبح ملتصقا بهذه المدينة . أزورها من وقت لآخر ، ولكن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها ، فهي أول زيارة بعد كارثة السيول الأخيرة ، وأول مرة أشهد في طرقها هذا الدمار وهذا الطفح في المجاري وهذا الكم من البعوض الذي أثقلته دماء الضحايا عن الطيران ، وأول زيارة يكتب لي فيها أن أدخل مبنى الأمانة الشامخ على الكورنيش ، وأغوص في أروقة البيروقراطية المتأصلة في هذا الجهاز ، وأول مرة أتلمس الفساد الإداري بهذا الكم الممجوج ، وأول مرة أشعر بمعاناة حقيقية لمواطن يسعى بجد ليجد أرضا سكنية مناسبة بسعر مناسب ، وأول مرة أسمع عن هذه الأرقام الفلكية لأسعار الأراضي . في الرياض يصيبنا الرعب حين نسمع عن أراض ضربت أسعارها حد الثلاثة آلاف ريال للمتر المريع الواحد ، وفي جدة هذا الرقم هو رقم معتاد ، فالأسعار أصابت سقف الأربعة والخمسة آلاف . مساكين هم سكان هذه المدينة ، فكأنما لا يكفيهم ما بالمدينة من مشاكل متراكمة على مر السنين حتى يصيبهم هذا الدمار النفسي بهذه الأعباء المتراكمة . كنت فيما مضى أزور جدة أيام الدراسة الجامعية فأرى في جدة نموذجا لمدينة جميلة مقارنة بالرياض ، مدينة نظيفة متناسقة ، مدينة تتمتع بكورنيش جميل راق ، مدينة يتمتع سكانها بذوق راق عمراني راق إلى جانب الذوق الراقي في التعامل المتحضر . جدة الآن فعلا غير مقارنة بما كانت عليه في تلك الفترة ، ومقارنة بكثير من مدن المملكة التي تجاوزتها في الرقي والتحضر . لم أحس بالأسى على جدة مثل هذه المرة ، والمشكلة أنني أحسست في أهلها الإحباط واليأس من أن تعود جدة كما كانت . الأمانة رفعت شعار الأمانة ، ولكن واقع الحال لا يقول ذلك ، بل إنك تبحث عن الأمانة في أروقة الأمانة فلا تجدها إلا في أعين موظف قديم على وشك التقاعد يأسى على أيام خلت . فهل لجدة من منقذ يعيدها عروسا كما كانت ؟

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي8 مارس 2011 في 2:39 ص

    الفساد منتشر أخي خالد في كل مكان والاخلاص قلما نجده بين الناس وإن وجد فلا تقدير بلا نقدر الآخر وهذا الموضوع منتشر بيننا قبل الحكومات .
    الفسادوقلة الانتاجية وأمور أخرى سرطانية نمت وكبرت وترعرت في هذه البيئة حتى أصبح من الصعب استئصالها .
    الخطب كبير وشكراً لتذكيرنا بما يجري حولنا

    ردحذف