مدينة الرياض عاشت اليوم عاصفتين ، عاصفة ترابية مزعجة هبت بعد مغرب اليوم مصحوبة بأمطار متقطعة أحالت الطرق إلى منزلقات طينية ، وخلقت مورد رزق لمغاسل السيارات التي تغطت بالأتربة . هذه العاصفة زاد وقعها وأثرها مع المشروعات المتعددة المتباطئة التي تشهدها المدينة ، وخاصة طريق الملك عبد الله ، الذي أثارت العاصفة أكوام الأتربة المتكدسة فيه ، والتي لا أدري ما الذي يؤخر أزالتها وترحيلها من موقع العمل . العاصفة الأخرى عاصفة نفسية ، أثارها منظر سيارات الشرطة وعربات تضم أفرادا يبدو أنهم من الجيش وقد انتشرت في تقطاعات الطرق الهامة وبعض المواقع الحساسة ، فيما يبدو أنه تحرك استباقي واحترازي ليوم الجمعة الذي أصبح موضوعا لحديث الناس ، والذي تم تحديده من قبل شباب الفيس بوك لتنظيم مظاهرات وتحركات احتجاج واعتراض حاشدة . مشهد عربات الأمن أثار الخوف لدى الناس من أن هذه الدعوات يبدو أنها دعوات حقيقية ، وإلا لما تحرك الأمن بهذه الصورة . هذا المشهد وحالة الرعب التي خلقها أثارا موجة من التسابق من الناس على الأسواق ليتمكنو من شراء ما قد يحتاجون إليه من تموين احتياطا لما قد تسفر عنه الأمور من تطورات ، خاصة وأن هناك من يتحدث عن حظر للتجول سيتم فرضه بعد صلاة جمعة الغد . إذن ، هو يوم كئيب في عاصمة الوطن ، وإن كنا قد تعودنا على العواصف الترابية في مدينتنا الصحراوية ، فإن عواصف الفوضى الأمنية لم نعشها يوما ، حتى في أحلك أيام الهجوم الصاروخي العراقي على الرياض إبان حرب الخليج الثانية . كل ما أرجوه أن تنتهي كل العواصف على خير ، وأن يكتب الله لنا جميع الأمن والأمان ، وأن يمر يوم الجمعة على خير ، إذ لا أحد يريد أن يرى ما نراه على شاشات القنوات الفضائية واقعا نعيشه في حياتنا اليومية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق