عندما تحدث د. إبراهيم العساف وزير المالية بداية الأسبوع عن سوق الأسهم السعودي جاء حديثه منقذا للسوق من موجة السقوط التي أحاقت به على مدى اليومين السابقين ، والتي خسر فيهما السوق حوالي ثمن قيمته . هذا الأمر يدل ويؤكد على حساسية السوق للتصريحات التي تصدر عن مسئولين مؤثرين ومنهم بالطبع وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد ومن في حكمهما . تصريح الوزير الذي كان هدفه إنقاذ السوق أمر مفهوم ، ولو أن أثره لم يكن فاعلا على المدى الطويل ، فالمعالجة لم تتجاوز سوى اليوم التالي للتصريح ، وعاد السوق إلى ركوده في الأيام التالية . ولكن المشكلة أن تصريحه تضمن اعترافا صريحا بأنه يستثمر مدخراته الشخصية في سوق الأسهم السعودي . منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه ذلك التصريح أصابتني الدهشة والاستغراب من هذه الجرأة من هكذا مسؤول . فكيف يمكن لمسئول ما يملك كل السلطة في التأثير على سوق ما ، ويملك كل السلطة في الحصول على أية معلومات عن هذا السوق وما يمكن أن يؤثر فيه سلبا أو إيجابا ، ويملك فوق ذلك كل السلطة للتأثير على كل اللاعبين الرئيسيين في هذا السوق ، أن يعترف هكذا بكل بساطة بأنه يستثمر مدخراته الشخصية في هذا السوق ؟؟؟؟؟ . أمر عجيب والله ، ولكن مثل هذه العجائب لا تحصل إلا في عالمنا العربي . المشكلة ، أنني لم أجد أو أقرأ أو أسمع أحدا في أي صحيفة أو وسيلة إعلامية انتقد الوزير حول هذه الفعلة ، فهل هو أمر اعتيادي ؟ هل أبالغ في تقدير خطر هذا الحدث ؟ لست أدري . المشكلة ، أن هذا الواقع يبرر الكثير من الأفعال والتصرفات التي يمكن قياسها على هذا المثل ، وبناء عليه ، فإنه لا يمكن لوم أي مسئول في اي بلدية على الاستفادة من المعلومات التي يمكن له الاطلاع عليها حول أوضاع الأراضي والمشروعات مثلا ، ومثل ذلك لا يمكن لوم أي مسئول في هيئة السياحة على الاستفادة من المعلومات التي يمكن له الاطلاع عليها حول أي من التشريعات والتنظيمات أو المشاريع التي تقوم عليها الهيئة ، وهلم جرا . أليست هذه قمة الفساد يا عالم ؟؟؟؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق