التجميل

الثلاثاء، 8 مارس 2011

اليوم الثاني والأربعون

عندما تحدث د. إبراهيم العساف وزير المالية بداية الأسبوع عن سوق الأسهم السعودي جاء حديثه منقذا للسوق من موجة السقوط التي أحاقت به على مدى اليومين السابقين ، والتي خسر فيهما السوق حوالي ثمن قيمته . هذا الأمر يدل ويؤكد على حساسية السوق للتصريحات التي تصدر عن مسئولين مؤثرين ومنهم بالطبع وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد ومن في حكمهما . تصريح الوزير الذي كان هدفه إنقاذ السوق أمر مفهوم ، ولو أن أثره لم يكن فاعلا على المدى الطويل ، فالمعالجة لم تتجاوز سوى اليوم التالي للتصريح ، وعاد السوق إلى ركوده في الأيام التالية . ولكن المشكلة أن تصريحه تضمن اعترافا صريحا بأنه يستثمر مدخراته الشخصية في سوق الأسهم السعودي . منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه ذلك التصريح أصابتني الدهشة والاستغراب من هذه الجرأة من هكذا مسؤول . فكيف يمكن لمسئول ما يملك كل السلطة في التأثير على سوق ما ، ويملك كل السلطة في الحصول على أية معلومات عن هذا السوق وما يمكن أن يؤثر فيه سلبا أو إيجابا ، ويملك فوق ذلك كل السلطة للتأثير على كل اللاعبين الرئيسيين في هذا السوق ، أن يعترف هكذا بكل بساطة بأنه يستثمر مدخراته الشخصية في هذا السوق ؟؟؟؟؟ . أمر عجيب والله ، ولكن مثل هذه العجائب لا تحصل إلا في عالمنا العربي . المشكلة ، أنني لم أجد أو أقرأ أو أسمع أحدا في أي صحيفة أو وسيلة إعلامية انتقد الوزير حول هذه الفعلة ، فهل هو أمر اعتيادي ؟ هل أبالغ في تقدير خطر هذا الحدث ؟ لست أدري . المشكلة ، أن هذا الواقع يبرر الكثير من الأفعال والتصرفات التي يمكن قياسها على هذا المثل ، وبناء عليه ، فإنه لا يمكن لوم أي مسئول في اي بلدية على الاستفادة من المعلومات التي يمكن له الاطلاع عليها حول أوضاع الأراضي  والمشروعات مثلا ، ومثل ذلك لا يمكن لوم أي مسئول في هيئة السياحة على الاستفادة من المعلومات التي يمكن له الاطلاع عليها حول أي من التشريعات والتنظيمات أو المشاريع التي تقوم عليها الهيئة ، وهلم جرا . أليست هذه قمة الفساد يا عالم ؟؟؟؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق