التجميل

الثلاثاء، 15 مارس 2011

اليوم التاسع والأربعون

أكتب هذه السطور من دبي ، حيث غادرت إليها مساء اليوم لأنهي إجراءات ضم ابنتي للبعثة لدى الملحقية الثقافية . قبل أن أتوجه إلى المطار توالت على هاتفي الجوال مجموعة من الرسائل التي تتحدث عن انطلاق مظاهرات في شارع العليا بالرياض . لم أستطع أن أتحقق من صحة تلك الأخبار ، وغادرت وقد أصابني القلق من هذا المناخ المخيف ، خاصة وأنني تركت أبنائي بمفردهم ورائي في الرياض . ترددت بين إلغاء الرحلة والبقاء بجوارهم ، والسفر لإنهاء موضوع البعثة لكيلا يؤخذ تأخيري ذريعة لإسقاط الموافقة التي لم تطل فرحتنا بها . توكلت على الله وركبت الطائرة ، وزاد من ضيقي الراكب الذي اتخذ المقعد المجاور لي ، وقد رزقه الله جسما ممتلئا لم يكفه مقعد الدرجة السياحية فزاحمني في مقعدي . لم أستطع أن افهم لماذا لا يقوم مثل هؤلاء بالسفر على الدرجة الأولى لضمان راحتهم الشخصية والبعد عن مضايقة الآخرين . ربما يقول أحدكم أن الرجل ربما يكون "على قد حاله " ولا يستطيع دفع ثمن تذكرة الدرجة الأولى ، وأقول في المقابل لو أن هذا الرجل وفر شيئا من نفقات الأطعمة التي يحشوها في جسمه الممتليء لاستطاع السفر على متن طائرة خاصة لو أراد . المهم ، لم يفارقني القلق من أحداث المظاهرات ، وتذكرت التعليقات التي أعقبت يوم الجمعة الذي كان موعدا لانطلاق المظاهرات ولكنها لم تحدث ، تلك التعليقات التي أشاعت جوا من القناعة بأن الأمر قد انتهي والمظاهرات لن تحدث ، فلماذا إذن لا زال الجو موبوءا حتى الآن ، ولماذا أعلن يوم أمس عن انعقاد مجلس الأمن الوطني لأول مرة منذ تأسيسه قبل حوالي ثلاثين عاما ؟ . هذا الخبر أزعجني وأجزم أنه أزعج الكثيرين ، فالخبر لم يتضمن أي معلومات حول ما ناقشه أو توصل إليه الاجتماع . مجرد خبر مقتضب عن اعقاد مجلس بهذه الأهمية لأول مرة في تاريخه أشاع مزيدا من الخوف والقلق عوضا عن أن يبث شعورا بالراحة والطمأنينة . السؤال هو ، من الذي يقوم على إخراج هذا المشهد من المواقف الحكومية من الأحداث ؟ . أنصحه بكل حرص أن يتلقى تدريبا مكثفا على العلاقات العامة ، إذ أن هذا المشهد كان سيء الإخراج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق