التجميل

الأربعاء، 2 مارس 2011

اليوم السادس والثلاثون

تسنى لي اليوم أن ألمس أثر أحد القرارات الصادرة يوم الأربعاء الماضي بشكل مباشر . أنا اليوم في دبي ، وصلت صباحا لألحق بالنافذة الضيقة التي فتحها قرار الملك ضم الطلبة الدارسين في الخارج إلى برنامج الابتعاث ، لأقدم طلبا إلى الملحقية الثقافية في دبي لضم ابنتي التي تدرس في الجامعة الأمريكية بالشارقة إلى البرنامج . الملحقية كانت ملأى بالطلاب الذين اجتمعو وتقاطرو لتقديم طلباتهم للانضمام إلى البرنامج ، ووجوهم مشرقة بسعادة غامرة بهذا المكسب . أتممت أوراق طلب ابنتي بكل سلاسة ، وبكل تعاون من منسوبي الملحقية ، في انقلاب واضح مقارنة بالمناخ الذي كان سائدا في الفصل الماضي قبل صدور القرار ، حين كان منسوبو الملحقية يعاملون الطلاب بكل الصد والإنغلاق . الجميع كان يتسابق لإتمام إجراءاته قبل أن تغلق هذه النافذة ، خاصة وأن منسوبو السفارة أشاعو أن هذا الأسبوع ربما يكون الأخير لقبول طلبات الانضمام . ومع أن هذا القرار جاء منقذا لكثير من الطلاب وأولياء أمورهم ، إلا أنني استغربت هذا الضغط والاستعجال وتضييق الفرصة في مقابل الرحابة التي أشاعها القرار . والسؤال هو ، لماذا لا يكون هذا القرار وضعا دائما يتيح للطلاب تحصيل تعليمهم في جامعات العالم طالما كان التعليم في المملكة قاصرا عن تحقيق طموحاتهم ؟ . الفرحة التي رأيتها تطبع وجوه الشباب والشابات خلقت انطباعا جميلا تمنيت أن يعيشه كل الشباب والشابات بشكل دائم ، وليس لفترة محدودة فقط تزامنا مع ظرف وقتي مرتبط بحدث طاريء ومكرمة وقتية . التعليم حق مكتسب لكل شباب وشابات الوطن ، وطالما أن جامعاتنا قاصرة عن تحقيق هذا الطموح لا من ناحية الكم ولا من ناحية جودة التعليم فالأجدى أن تستمر هذه المكرمة بشكل دائم ، خاصة وأن هذا الاستثمار هو استثمار طويل المدى سيعود لا محالة بالنفع على الوطن وتنمية قدراته البشرية ، ليعود كل هؤلاء الشباب والشابات ليسهمو في مسيرة التنمية الوطنية . كل ما أرجوه أن يقيض الله لبقية ابنائي وأبناء الوطن هذا الحظ في قابل الأيام لينهلو من معين العلم والمعرفة ، عسى أن يتمكنو من المساهمة في الارتقاء بمستقبل الأمة والوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق