التجميل

الجمعة، 18 مارس 2011

اليوم الثاني والخمسون

عدت إلى الرياض ، وعودتي هذه المرة تختلف عن غيرها من المرات ، فهي عودة مليئة بإحباط لم أشهد مثله في حياتي . ليلة البارحة كنت ككل أبناء الوطن في انتظار ما ستخرج به القرارات الموعودة ، لم أستطع النوم وفكري منشغل بالتوقعات ، الموقف كان مختلفا عن العادة ، والظروف التي تمر بها المنطقة تجزم بضرورة إحداث تغييرات جذرية ، خاصة بعد الدعوات المتكررة لمظاهرات لم تجد استجابة تذكر من شعب آمن بمليكه ونظامه ، وأحداث شهدتها المنطقة الشرقية أوحت بتحركات طائفية تستوجب التعامل معها بما تستحقه من جدية . كنت منشغلا بصحبة ابنتي في دبي ، ولم يتيسر لي أن أشاهد الكلمة الموعودة على شاشة التلفاز ، فاتصلت بابني أسامة في الرياض وطلبت منه أن يضع الهاتف أمام التلفاز لأاتابع الكلمة وما ستتضمنه من قرارات . الكلمة كانت في حدود المتوقع ، ولكن القرارات كانت صادمة ، فلم أتوقع أبدا أن تكون بهذا المضمون الذي خالف كل التوقعات . قلت سابقا أن ليس بالمال وحده تحيا الأمم ، ولكن القرارات لم تأت بغير ذلك . راتب شهرين للموظفين في القطاع الحكومي ، ودعم مالي لبناء المساجد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الصحة وعدد آخر من الهيئات الحكومية ، واعتماد بناء 500 ألف وحدة سكنية مع أن هيئة الإسكان غارقة في بناء عشرة آلاف وحدة فقط ، وزيادة قرض الصندوق إلى 500 ألف ريال في تجاهل لكل الأصوات التي أعلنت خطر هذا الإجراء . كل القرارات تجاهلت حالة الصخب التي تتطلع إلى تغييرات جذرية ، ليس هذا فقط ، بل إنها فرضت مزيدا من التكبيل لحرية الرأي ، فوضعت العلماء في مكانة التقديس والحصانة مع أنهم بشر خطاءون . لا أدري من الذي صاغ هذه القرارات ، ولكنني أجزم بأنه بعيد كل البعد عن فهم متطلبات الشارع والشعب . أصبحت أفكر جديا بالتوقف عن كتابة مقالي الأسبوعي في جريدة الاقتصادية ، إذ يبدو أن لا صدى يذكر لكل ما يكتبه الكتاب ، إذ يبدو أن من يتولى دفة الإدارة لا يستطيع القراءة بشكل صحيح .

هناك تعليقان (2):

  1. مهندس علي القحطاني18 مارس 2011 في 1:51 م

    اعتقد بان افضل القرارات هو قرار احداث الوظايف العسكريه في وزارة الداخلية. اما بالنسبة للاسكان فاعتقد انه بدون منح اداضي مباشره للمواطنين او تخصيص اراضي لهيئة الاسكان لن نتمكن من تنفيذ مشاريع الاسكان مهما خصص لها من مبالغ.

    ردحذف
  2. هذا الموضوع مهمم للغاية وقد ناقشته مع العديد مع الاعلاميين السعوديين مثل راشد الفوزان وخالد المطرفي وتركي الدخيل عبر موقع تويتر ووجدتهم أحاديي الرأي والنظرة و مطبلين ومزمرين لكل ما يقوله الحاكم ويمجدون ذلك ولا ينبهون الى النقاط السلبية الناتجة عن بعضها , ومثلما قالوا وطبلوا أن الحاكم أعطى الكثير من المال للشعب فإن هناك من يقول أنه كان يمنع هذا المال , صرف 485 مليار ريال في 20 يوماً ستندمون عليها ساعة لا ينفع ندم.
    لاتوجد خطة استراتيجسة للعمل ولا وزارات تقوم يعملها وإلا فما علاقة الملك بإصدار قرارات بناء المستشفيات إلا لتدارك أخطاء تجاهل حاجات المواطنين والموضوع يطول وتحياتي لك

    ردحذف