اختتمنا اليوم آخر أيام العمل قبل إجازة عيد الفطر المبارك ، ومع ذلك فإن بعض العملاء لا يعترفون بحق الناس في التمتع بمثل هذه الإجازات ، حتى أن الاتصالات استمرت تلاحقني طيلة اليوم وبعد ساعات العمل لمتابعة شئون أعمالهم ومشاريعهم . أكثر ما أدهشني اليوم اتصال وردني من أحد المهندسين في إحدى الجهات الحكومية ، إذ استغربت أن يكون مثله عاملا في الوقت الذي كانت قد بدأت إجازة الدولة الرسمية منذ نهاية الأسبوع الماضي ، ثم زال استغرابي عندما تذكرت أن خارج الدوام في إجازات الأعياد يتم احتسابه مضاعفا لمثل أولئك الموظفين . بعد الإفطار اضطررت للذهاب بوالد زوجتي إلى أحد المستشفيات الخاصة بعد أن بدت عليه بعض العوارض الصحية الطارئة . وبالطبع فإن خيار المستشفيات الخاصة يظل خيارا أفضل من المستشفيات الحكومية التي يمكن للمريض أن يقضي في الانتظار في غرفة الطواريء فيها ساعات طوالا قبل أن يحين دوره في الفحص . نتيجة التشخيص أفادت بأن مريضنا يعاني من عرض في القلب يتطلب تنويمه في المستشفى تحت الملاحظة ، وهو ما أربك أبناءه وبناته بين خيار تنويمه في ذلك المستشفى الخاص وتحمل تكاليف باهظة غير منظورة ، وبين نقله إلى مستشفى حكومي مع كل ما يستتبعه ذلك من معاناة ليس أقلها مشاركة عدد آخر من المرضى في غرفة واحدة . استقر القرار على إيقائه في المستشفى الخاص ، وأتممنا إجراءات الدخول إلى المستشفى ، وبدأ تنفيذ الخطة العلاجية ، وكلنا أمل في أن يتم علاجه ويتمكن من الخروج من المستشفى قبل حلول العيد . المشهد الذي لفت نظري في هذا المستشفى الخاص هو الغياب المطلق لأي وجود سعودي في كادر الأطباء والممرضين ، اللهم إلا من بعض الإداريين والإداريات الذين كانو يعدون على أصابع اليد الواحدة . هذا المستشفى الذي يعد أحد أفضل مستشفيات العاصمة كنت أتوقع أن يكون مكانا لتأهيل وتوظيف طواقم طبية من السعوديين ، ولست أدري أين يقع في نطاقات وزارة العمل بما رأيته اليوم من واقع غلب فيه الوجود الأجنبي بشكل صارخ . بعد أن اطمأن الجميع على بدء تنفيذ البرنامج العلاجي عدت إلى المنزل لكتابة هذه السطور ، ورأيت أن أسجل هذا الحدث فيها راجيا أن يتجاوب قراءها معي بالدعاء لمريضنا بالشفاء العاجل لتكتمل فرحة العيد بخروجه وتواجده وسط أبنائه وأحفاده .
اللهم عافاه واشفه وأعده الى أهله سليما معافى بأسرع وقت يارب ياكريم
ردحذف