اليوم هو ثاني أيام عيد الفطر المبارك ، وقد اختفت تماما أية مظاهر للعيد في الشوارع ، ويبدو أن العيد قد انتهى فعلا يوم أمس . لم أجد ما أفعله اليوم سوى الجلوس أمام شاشة التلفزيون أستعرض حال الدنيا بعد أن غبت عنه طيلة شهر رمضان المبارك . لا زالت مشاهد العنف والمظاهرات في سوريا تحتل مساحة رئيسية في نشرات الأخبار حتى في أيام العيد ، بل إنه يبدو أن العيد كان حافزا للتصعيد على الطرفين . بعض المشاهد التي رأيتها أثارت اشمئزازي بما احتوته من صور تعرض التعدي العنيف وغير الأخلاقي لرجال يرتدون زي الأمن على أناس عراة ممددين على الأرض . مثل هذه المشاهد تثير التعاطف مع المعارضين الثائرين ، ولكنها أيضا تثير التساؤلات حول مدى صحتها ودور الإعلام المحتمل في فبركتها . تذكرت حديثا دار وبيني وبين أحد الإخوة السوريين قبل عدة أيام عندما أكد لي أن الأوضاع هناك ليست كما يعرضها الإعلام الذي وصفه بالمتحيز ، وأن الوضع الآن يعد أكثر أمنا بعد أن اتسعت سيطرة رجال الأمن وتمكنو من القبض على الكثيرين من أولئك المجرمين الزعران كما وصفهم . حاولت يومها أن أكون موضوعيا في نقاشي معه ، فقلت له أن المشكلة تكمن في طريقة إدارة النظام لهذه الأزمة ، فهو لا زال يتجاهل الدور المؤثر للإعلام ، ولا زال حتى الآن يرفض دخول الإعلام الخارجي لغطية الأحداث على أرض الواقع ، ومع ذلك يطلب من الناس ألا يصدقو سوى الإعلام المحلي الذي يسيطر عليه . طريقة مخاطبة الجماهير بهذه الطريقة الاستعلائية لا يمكن أن تخلق أية مصداقية للنظام ، خاصة وأن الرئيس نفسه لم يتحدث حتى الآن إلى الناس بشكل مباشر ، ولم يظهر إلا مخاطبا مجلس شعبه الخاص ، أو مذيعين يعملون تحت إمرة نظامه في التلفزيون المحلي . وبدون هذه المصداقية فإن كل وعود الإصلاح التي يعلنها بين الفينة والفينة لن يصدقها أحد ، ولن تخمد هذه الثورة المتصاعدة في شوارع المدن السورية . في المساء اكتفيت من هذه الأخبار التي تتكرر يوما بعد يوم ، وذهبت أبحث عما يمكن أن نفعله أنا وأبنائي لننعش فرحة العيد في بيتنا على الأقل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق