يبدو أن هذه اليوميات تلقى مزيجا متباينا من ردود الأفعال . فالبعض يتابعها ويقرؤها وهناك من يعلق عليها مشكورا ، والبعض كتب لي راغبا بوقف هذا الغزو اليومي على بريده الإلكتروني . أود أن أعتذر لمن يزعجهم هذا الغزو ، وأشكر من يستقبله بصدر رحب . وفي الحقيقة ، لقد وجدت في هذه اليوميات متنفسا لتسجيل وتفريغ مشاهداتي اليومية في ما يتعلق بقضايا الوطن والناس والتنمية كما عنونت هذه المدونة . ولكني أيضا وجدت أنني ربما أنجرف في التركيز على الجوانب السلبية في الحياة لتكون موضوعا للتدوين . هذا الموضوع أشغل فكري اليوم ، ووقعت في حيرة بين أن أستمر في هذا الاتجاه ، وبين الكتابة في بعض الأحيان بوجهة نظر إيجابية ، ربما تسجل بعض المشاهد الجميلة في الحياة اليومية . وجدتني في النهاية منقادا إلى فكرة مفادها أن تسجيل المشاهدات السلبية هو موقف إيجابي في حقيقته . إذ أن الهدف من هذا التسجيل ليس حشد السلبيات ووضعها في كومة من المشاهد التي تثير الإحباط ، بل السعي إلى العمل على تصحيح هذه المفاهيم ، والعمل على معالجة هذه القضايا . والخطوة الأولى في هذه المعالجة هو تسجيلها وكشف الغطاء عنها والإقرار بها ، ومن ثم تحليلها ولفت الإنتباه إليها وطرح الحلول حيالها . في رأيي أن هذا الموقف هو نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي صفة من صفات هذه الأمة امتازت بها عن بقية الأمم . وهي مهمة تتخطى بكل تأكيد حصرها على مشاكل المرأة والحجاب وغطاء الرأس ، أو تتبع السحرة والدجالين ، أو إغلاق المحلات أوقات الصلاة . وعلى أي حال ، أعدكم أنني سأحاول نثر بعض الطروحات الإيجابية في كتاباتي المقبلة ، ولكنني سأظل رافعا راية التصحيح لتكون بلادنا بحق خير الأمم .
عزيزي م. خالد : في بعض الأحيان لا أتمكن من الكتابة في خانة التعليق , لا يتم تفعيل هذا المكان, ما لسبب ؟ لا أعرف ولكن لذي أعرفه أن المطلوب أيضاً منك تطبيق مبدأ وتعاونوا عللى البر والتقوى , ولكن هناك سؤال يطرح نفسه هل تفترض نفسك تخلو من السلبيات ولا يوجد أحد ينتقدك , حاول أن ترسل الى الناس بسؤال معناه انتقدومني بجرأة ؟ ماذا تتوقع , هل تجرؤ عليه مع استدراك أن يكون النقد صحيح وليس تجريح.
ردحذفآمل مناقشته في يومياتك الممتعة بالنسبة لي لأنها تتضمن تواصلاً مع الآخرين بطريقة يوميةوتبادل الخبرات.
تحياتي
أخي العزيز صاحب التعليق .
ردحذفمع أني لم أتشرف بمعرفتك ، إلا أنني تشرفت بتعليقك ونصحك . وتأكد تماما ، أن من لا يتقبل النقد لا يستطيع أن يكون موضوعيا في نقده ولو أراد . ومن يريد إصلاح الناس عليه قبول مبدأ إصلاح نفسه أولا . ومن هذا المنطلق ، أؤكد لك أنني أتقبل النقد الموضوعي الذي يبتعد عن الشخصنة والتجريح ، وكذلك النقد الذي يمس حريات شخصية لا تؤثر في حياة الآخرين وحرياتهم . وسيسعدني بكل تأكيد أن أسعى بمثل هذا النقد إلى إصلاح ذاتي ، في إطار السعي إلى إصلاح الغير . وعلى أي حال ، فالإصلاح مهمة متواصلة ولا تقاس بإنجازات محددة ، والمهم فيه هو الإيمان به والسعي إليه ، أما تحقيقه فبتوفيق من الله ، وعلى الله التوكل .