هناك فئة من الناس يصعب إرضاؤهم مهما فعل المرء . ولو كان على المرء أن يسعى لإرضاء شخص ما بأي شكل كان فإنه لن يفعل ذلك إلا إذا كان لهذا الشخص مكانة مميزة لديه . المشكلة أن الموقف في هذه الحالة دائما ما يزداد تعقيدا ، فكلما بذل المرء المزيد لإرضاء هذا الشخص فإنه سيصطدم لا محالة بمزيد من الإحباط وعدم الرضا الذي يدفعه إلى مزيد من السعي لإرضائه ، وهكذا دواليك . هذا المشهد لابد أن ينتهي إلى نهاية غير سارة ، فإما أن يتوقف هذا الشخص عن السعي لإرضاء من يريد إرضاءه ، وبالتالي يزداد مقدار عدم الرضا الذي يمكن أن ينقلب إلى هجوم مضاد مدمر . وإما أن ينقلب الأمر إلى خلاف وصدام يعودان سلبا على خصوصية العلاقة التي تربطهما . المشكلة أن هذا المشهد يتعلق بطبائع الناس التي لا يمكن تغييرها بسهولة ، فكلا الطرفين في هذه الحالة يتصرف من منطلق طبيعته التي جبله الله عليها ، وربما يصعب على كليهما تغيير هذا الطبع ، انطلاقا من مقولة "الطبع يغلب التطبع" . ما الحل إذن في مثل هذه الحالة ؟ . الحل في رأيي ، مع صعوبة تطبيقه ، هو المكاشفة والشفافية من كلا الطرفين ، والحديث بصراحة عن ما واجهه كل منهما من الآخر ، والسعي بعقلانية إلى الوصول إلى حل مرض للطرفين ، حتى وإن كان هذا الحل هو تحجيم هذه العلاقة ، أو إعادة صياغتها ، أو تحديد دور كل طرف فيها . أعلم أن حديثي يبدو كالألغاز ، ولكني رأيت أن استخلص العبرة من حالة أعيشها هذه الأيام لتكون درسا وعظة لمن يمكن أن تفيده هذه التجربة . وفي الخلاصة ، العلاقات الإنسانية التي تحدثت عنها قبل يومين ، وخاصة النوع الذي يتصف بالديمومة ، تستحق كل التضحيات وكل التنازلات . وصدقوني ، لا يوجد شيء في هذه الدنيا ، ولا كنوز الدنيا كلها ، تستحق خسارة حبيب أو أخ أو زوج مخلص .
كلام لا غبار عليه , ولكن هذا الشخص أكيد قريب منك لتحرص على ارضائه وعدم تركه على عدم رضاه منك.
ردحذفتمنياتي لك بأحبة رضاهم بسيط وسريع