انقطاع الانترنت في السعودية اليوم كان حدثا غريبا بحق . لم يسبق أن انقطع الانترنت بهذا الشكل في كل أنحاء المملكة . ومع أن هذا الانقطاع لم يدم طويلا ، إلا أن مقدار التوتر الذي خلقه كان هائلا . ربما بسبب ارتباط أحداث مصر وتونس بظاهرة قطع الانترنت من قبل حكومات تلك الدول كوسيلة للسيطرة على انتشارالدعوات للمظاهرات والاحتجاجات . خاصة وأن مشاهد أحداث مصر وتونس أصبحت محط دعوات لتكرارها في كثير من الدول العربية ، ومنها اليمن والجزائر والبحرين وليبيا . في الحقيقة ، لا أحد يتمنى أن تشهد بلادنا مثل هذه الأحداث ، إذ أن الثمن بكل الأحوال سيكون غاليا . ولكن لا أحد ينكر أيضا أن هناك بعض الأحاديث الخافتة المتداولة حول مظاهر من المشكلات التي تتطلب المعالجة والإصلاح ، والدعوة لرفع الصوت بالتعبير عن المطالبة بحلول جذرية لمعالجتها . انقطاع الانترنت مضى على خير ، ونحمد الله أنه كان بسبب تقني لا غير ، وأرجو ألا يأتي ذلك اليوم الذي ينقطع فيه الانترنت في المملكة لدواع أمنية . ما أرجوه أيضا أن نشهد مبادرات جادة من القيادة لتلمس احتياجات الناس ومعالجة مشكلاتهم وإطلاق حملة حقيقية لمحاربة الفساد الذي استشرى في كثير من أجهزة الدولة . وربما يكون المشهد الأهم الذي ينتظره الناس هو تحقيق تقدم حقيقي في معالجة المشكلات التي أدت بجدة إلى أن تعيش كوارثها المتتالية . وكذلك إطلاق مبادرات جادة لمعالجة مشكلات البطالة والإسكان والقضاء وغيرها من المشاكل التي تؤرق الناس وتزرع في نفوسهم الإحباط واليأس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق