بدأنا اليوم أول أيام العمل بعد إجازة عيد الفطر المبارك ، وبالرغم من ازدحامه إلا أننا لم نتمكن من تحقيق أي إنجاز فاعل فيه في ظل انشغال موظفي الأجهزة الحكومية باحتفالات المعايدة . ربما يقترح أحد على وزارة الخدمة المدنية إضافة هذا اليوم إلى أيام الإجازة حتى لا يحتسب يوم عمل دون أن يكون كذلك في الحقيقة . قضيت نزرا كبيرا من هذا اليوم أراجع وأرد على الرسائل الإلكترونية التي تراكمت أثناء الأجازة . الخبر الذي أضحك سني في أحد هذه الرسائل كان الخبر عن أسرع ترقية في تاريخ الدولة ، وهي الترقية التي نالها نائب وزير الإعلام إلى مرتبة وزير من المرتبة الممتازة التي عين عليها قبل حوالي عشرة أيام . كم هو محظوظ هذا الرجل ، ولابد أن يكون الحظ وحده وراء هذا الكسب ، إذ أنني لا أظن أنه يمكن أن يكون قد حقق إنجازا يبرر هذه القفزة في هذه الأيام العشرة . وعلى أي حال ، فإن مثل هذه التعيينات لا تمثل في رأيي أهمية تذكر في هيكل إداري يرسخ سطوة الوزير والمسئول الأول . وإذا كان نائب الوزير ووكيل الوزارة والمدير العام يعملون وفق رؤية الوزير وتحت إمرته وتبعا لتوجيهاته فإنهم يعجزون عن أداء دور فاعل يتجاوز الأطر التي يضعها الوزير . المشكلة الأكبر أن الترقيات تتم في الأغلب الأعم في إطار المؤسسة الواحدة ، فوكيل وزارة ما يكون قد تدرج في ذات الوزارة وتخطى عددا من زملائه بحق أو بدون حق حتى يصل إلى هذه الدرجة . هذا الواقع في رأيي يرسخ مشكلة الجمود الفكري وغياب التجديد لدى المسئولين التنفيذيين ، علاوة على ما يتصفون به من رفض وممانعة لفكر التغيير والتطوير في أداء وأسلوب العمل في الإدارة . واليوم التقيت صديقي الذي حصل على شهادة الدكتوراة من ألمانيا قبل فترة . فاجأني هذا الصديق الذي قال لي أن وزارته تجاهلت الشهادة التي عاد بها بعد أن ابتعثته للحصول عليها ليجد نفسه تائها بين إدارات الوزارة بلا موقع وظيفي محدد . صديقي هذا أبدى ندمه على مشواره الأكاديمي ، خاصة عندما وجد زملاءه السابقين وقد سبقوه في المراتب والدرجات الوظيفية ، ووجد نفسه متخلفا عنهم في المسئولية والمردود المادي . السؤال الذي راودني ولم أجد له جوابا هو ، لماذا إذن ابتعثت الوزارة مثل هذا الرجل إن لم تكن تؤمن بأن مثل هذه الشهادة تؤهله لأداء مهام أكثر حيوية ، في الوقت الذي تكلف آخرين بأداء هذه المهام لمجرد أنهم بقو مكانهم دون أي تطوير في قدراتهم أو تحصيلهم العلمي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق