وصلت اليوم إلى الدمام لأبدأ يوم غد نشاطا محموما مع عدد من العملاء هنا حول بعض المشروعات التي نعمل معهم عليها . وقد جاء توقيت هذه الرحلة مناسبا كونه أتاح لي فرصة الهروب من شراء مستلزمات الأبناء للعودة إلى المدرسة خاصة في ظل الازدحام الرهيب الذي يصيب المراكز والمكتبات في هذا التوقيت من كل عام . يوم غد سأواجه تحديا من نوع خاص أسعى فيه إلى كسب مواجهتي مع ذلك الشخص الذي حاول ابتزازي للحصول على عمولة عن المشروع الذي تمت ترسيته علينا قبل حوالي الشهر . ظللت طيلة شهر كامل أتهرب من اتصالاته بحجج متعددة ، وغدا سيكون علي أن أحسم هذا الأمر عندما أذهب لتوقيع عقد هذا المشروع . المشكلة أن سطوة مثل هذا الموظف لا تنتهي بتوقيع العقد ، فمثله يملك كل السلطات والوسائل لتعطيل العمل في المشروع إن لم نستجب لطلباته ورغباته . والمشكلة الأكبر أن مثله لا يشبع ، ومجرد الانزلاق معه مرة واحدة يمكن أن يجعلنا هدفا لأطماعه بشكل متواصل ، ليمارس علينا ضغوطه في كل فاتورة نقدمها وكل مرحلة ننجزها لننال رضاه وعطفه وحنانه . لا أدري كيف ستكون هذه التجربة التي عزمت على أن أخوضها في مواجهة حاسمة لمثل هذه الأطماع غير المشروعة ، وأرجو أن يكتب الله لي فيها التوفيق حتى لو كتب لهذا الموظف ترقية تنقله إلى جهاز آخر من أجهزة الدولة ليمارس فساده فيه بعيدا عني وعن هذا المشروع . ابنتي العزيزة رافقتني في هذه الرحلة ، وأرجو أن يكون حضورها خيرا علي ، فيتم الله لي التوفيق في مسعى أحاول فيه الحفاظ على مباديء كنت دوما أحاول زرعها في أبنائي وتنشئتهم عليها . كم هو عسير أن يسعى المرء لزرع مثل هذه المباديء في نفوس النشأ في الوقت الذي أصبح الفساد فيه حالة عامة تطل علينا وعليهم من كل حدب وصوب . أختم هذه السطور لأحاول أن أنال قسطا من النوم قبل معركة الغد ، وأرجو أن يكتب الله لي التوفيق فيها على الأقل لأستعيد ثقتي بهذه المباديء وأحملها فيما بقي لي من عمر في هذه الدنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق