خرجنا اليوم بحسب عادة الجمعة الأسبوعية لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم ، فتوجهنا إلى أحد المراكز التجارية الكبرى في الرياض . بعد الغداء تجولنا في أرجاء المركز ، وقادتنا أقدامنا إلى السوبرماركت الكبير الذي يضمه المركز ، فلاحظت ازدحاما كبيرا وحركة لافتة ، ولاحظت أيضا أن كل الباعة أو موظفي الصناديق هم من الأجانب ، وغالبيتهم من جنسيات آسيوية . في هذه الأثناء وردت إلى هاتفي الجوال عدد من الرسائل الإخبارية تضمنت أخبارا وقرارات جديدة من وزارة العمل حول برنامج نطاقاتها الجديد ، فتساءلت عما إذا كانت أعين الوزارة قد طالت هذه الشركة المشغلة للسوبرماركت لترى كم الوجود الأجنبي في وظائف يمكن بسهولة شغلها من قبل السعوديين ، ولن أقول هنا السعوديات بعد أن ماتت مبادرة توظيف الكاشيرات في جدة بعد تلك الحملة الشعواء التي انطلقت ضدها . تساءلت بعدها عما حصل للقرار الملكي القاضي بتأنيث محلات المستلزمات النسائية ، وما إذا كانت المهلة المحددة لتنفيذه قد قاربت على الانتهاء ، إذ أنني لم ألحظ أن أيا من محلات بيع المستلزمات النسائية قد بدأ بتعديل تجهيزات محله لمواءمة متطلبات الوضع الجديد الذي يفرض إغلاق تلك المحلات في وجه الرجال . ويبدو أن أصحاب تلك المحلات ينتظرون بلوغ حد المهلة قبل أن يبدأو فعل شيء على أمل أن تموت هذه المبادرة في مهدها كما ماتت مثيلتها التي أطلقها وزير العمل السابق رحمه الله قبل أكثر من أربع سنوات . أجزم أن كثيرا من الرجال ينتظرون تطبيق هذا القرار على أحر من الجمر ليتخلصو من عبء شراء أية مستلزمات نسائية لزوجاتهم ، ولن يكون لأي رجل بعد ذلك أن يشتري لزوجته شيئا من مستلزماتها ولو على قبيل الهدية . أنا لا أدري ما الذي يميز خصوصية المجتمع السعودي في ما يتعلق بالعلاقة بين الرجل والمرأة في الأماكن العامة وأماكن العمل ، ولماذا نفترض دائما أن أي تعامل بين رجل وامرأة لابد أن يوصلهما إلى السرير . انعدام الثقة في هذه الظاهرة ناجم عن خلل في التربية ، فنحن نربي أبناءنا على أن الجنس الآخر سبب للانزلاق في منزلقات الجنس والعلاقات المحرمة ، ونرسخ في عقولهم ثقافة العيب والحرام وفقدان الثقة في الجنس الآخر . ونتيجة لذلك فإن كل الشباب وكل الشابات ينظرون إلى بعضهم البعض على أنهم شيء محرم ، لتنشأ بعد ذلك أشكال العلاقات تحت ستار يغطيها ليجعلها أقرب إلى الانزلاق في الحرام . العلاقات التي تنشأ في العلن لا ينشأ عنها أي خطر أو فساد ، بينما تقع كل المحظورات ونحن نحاصر أبناءنا وبناتنا حصارا لا طائل منه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق