بدأت يومي المزدحم بمصارعة زحام الطرق محاولا الوصول في الموعد لحضور لقاء نظمته غرفة الرياض التجارية مع وكيل وزارة العمل حول برنامج نطاقات الوزارة الجديد ، إذ توقعت أن يشهد هذا اللقاء حضورا غير مسبوق ينسجم مع كم التساؤلات والمخاوف التي يحملها الكثيرون من أصحاب الأعمال حول هذا البرنامج . وقد كان بالفعل ما توقعت ، فالحضور كان كبيرا فاضت به جنبات ثلاث قاعات خصصتها الغرفة للحضور ، وجهزتها بالشاشات والمايكروفونات والمقاعد التي لم تكف هذا الكم الهائل من الحضور فبقي منهم الكثيرون واقفين . الوكيل قدم عرضا مفصلا عن البرنامج ، وحاول بيعه على الحضور عبر إقناعهم بأهدافه وغاياته وأسس تنظيمه . ومع ذلك ، إلا أن عددا هائلا من الأيدي ارتفع بعد إنهاء العرض ، وتقاطرت الأسئلة والملاحظات والاقتراحات وحتى الصياح والنقاش الحاد . وفي المجمل ، جاءت إجابات الوكيل لتؤكد تلك النظرة الأحادية من جانب الوزارة ، وفقدان الفهم والتواصل مع هذه الشريحة من أصحاب الأعمال الذي سيدفعون ثمن تطبيق هذا البرنامج . السؤال الذي لم أتمكن من طرحه في ظل هذا الازدحام كان عما إذا كان البرنامج يحقق فعلا العدالة التي تتحدث عنها الوزارة ، وما إذا كان سيعالج ظاهرة العمالة السائبة الذين أتو إلى المملكة على كفالة أفراد متنفذين من أصحاب السطوة ، وليس على كفالة مؤسسات تجارية وبعقود مبرمة واضحة المعالم والمسئوليات . وأنا في الحقيقة لا أعتقد أن الوزارة تملك أية سلطة في معالجة هذا الجانب من المشكلة ، خاصة وأن تلك التأشيرات تصدر من جهات أخرى بعيدا عن سلطة وسطوة وزارة العمل . وللإنصاف ، فإنني أؤمن أن البرنامج ينطلق من فكرة رائدة ورؤية جادة ، ولكن المشكلة أن المناخ العام لا يساعد على نجاح تطبيقه بالشكل المأمول ، وهو ما سيؤدي حتما إلى إحباطه وفشله . وقديما قالو ، ظلم بالمعية عدل في الرعية ، ولو طبق مضمون البرنامج على الجميع بسواسية فلربما كتب له شيء من النجاح ، ولكن التفرقة في التطبيق بين أمير ووزير وغفير وتاجر ومواطن بسيط لن تؤسس لمثل هذا النجاح . وبعد أن خرجت من هذا اللقاء وردني اتصال على هاتفي الجوال من إحدى القنوات الفضائية الخليجية وجه فيها المتصل لي الدعوة للمشاركة في برنامج حواري حول موضوع البطالة في العالم العربي ، حيث سيتم تسجيل هذه الحلقة في بيروت في الأسبوع القادم مع عدد من المتحدثين والمذيعين العرب . وللأسف فقد اضطررت للاعتذار عن عدم تمكني من المشاركة في هذا البرنامج نظرا لسفري مع أسرتي إلى دبي في الأسبوع القادم ، مع أن الداعي حاول إغرائي باستضافتي في رحلة مدفوعة النفقات لثلاثة أيام كاملة على حساب القناة . الداعي طلب مني أن أرشح له شخصا آخر ليشارك في هذا البرنامج ، وها أنذا أطرح الدعوة لقراء هذه السطور ، وعلى من يجد في نفسه الكفاءة والرغبة في التمتع بإجازة قصيرة في رحاب بيروت العامرة أن يبلغني بذلك عبر البريد الإلكتروني لأقوم بترشيحه بديلا عني في هذا البرنامج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق