سجلت اليوم أول مخالفة بعد أن انضممت إلى عضوية برنامج عين النظافة الذي أطلقته أمانة الرياض ، وهو البرنامج الذي يقوم فيه الأعضاء بتسجيل مخالفات حول النظافة في الشوارع وتبليغ إدارة البرنامج بها لتوقيع الغرامات على المخالفين . البرنامج هو شكل من أشكال المشاركة المجتمعية والرقابة الذاتية بين أفراد المجتمع ، ويمس موضوعا يشهد كثيرا من الاستهتار من قبل كثير من الناس . مخالفة اليوم كانت لسائق فتح باب سيارته عند إحدى إشارات المرور وقام بالبصق على الأرض في منظر مقزز كثيرا ما كنت أراه يتكرر دون أن ألوي على شيء ، وها أنا اليوم فعلت شيئا أرجو أن يكون رادعا لهذا السائق وغيره من المستهترين . بعد أن سجلت رقم لوحة السيارة مررت بجوارها فرأيت علبة مناديل ورقية على مقدمة السيارة ، وتعجبت كيف أن هذا السائق آثر أن يحافظ على نظافة المناديل ويلقي بقذارته في الشارع . هذا النمط المستهتر من تصرفات الناس لا يجب السكوت عليه أبدا ، وهذا البرنامج يفسح المجال للتعامل مع مثل هذا السائق بما يستحق من عقوبة . رقم عضويتي في البرنامج تجاوز السبعمائة ، بما يعني أن هناك أكثر من سبعمائة عضو انتظمو في هذا البرنامج إيمانا منهم بالدور الذي يمكن لهم أن يقومو به لوقف مثل هذه الممارسات التي تشوه وجه المدينة . هذا الواقع يوضح بجلاء استعداد الناس للمساهمة والتطوع في معالجة كثير من شئون الحياة والممارسات الخاطئة ، وهو ما يمكن أن يؤسس أسلوبا قابلا للتعميم في كثير من المجالات الأخرى ، بما في ذلك المخالفات المرورية والقيادة المستهترة والوقوف الخاطيء والمخالفات البلدية وغير ذلك الكثير . قد يرى البعض أن هذا الأسلوب يمثل شكلا من أشكال التدخل في شئون الآخرين ، ولكنني أرى فيه وسيلة لتصحيح أخطاء أفراد المجتمع من داخل المجتمع وبجهد أفراده التطوعي ، وليس فقط بالدور الرقابي الذي تقوم به الجهات المختصة ، خاصة وأن تلك الجهات لا تملك القدرات والإمكانات اللازمة لتفعيل الرقابة كما يجب ، وخاصة ونحن نرى تلك الممارسات الخاطئة في كل مكان في غياب أعين الرقابة الفاعلة . أمانة الرياض سنت سنة حسنة بهذا البرنامج ، فياليت أن أجهزة أخرى تقتدي بها في برامج مشابهة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق