غادرت الرياض اليوم عن طريق البر في رحلة إلى المنطقة الشرقية والبحرين ، وكانت الخطة أن أنطلق صباح اليوم إلى الأحساء لحضور اجتماع مع أحد العملاء هناك ، ومن ثم أواصل الرحلة إلى البحرين لألتقي ابنتي القادمة من الشارقة لقضاء الليلة هناك ، ومن ثم زيارة أحد الأطباء هناك قبل أن تعود هي إلى الشارقة مساء الغد وأعود أنا إلى الدمام لحضور اللقاء التعريفي الثاني لمرشحي انتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين . ومنذ البارحة سيطر علي شعور بعدم الراحة من هذه الرحلة أقلق منامي حتى ساعة متأخرة من الليل ، ومع ذلك فإنني لم أملك خيار تأجيل الرحلة نظرا لارتباطنا بموعد طبيب البحرين . وما أن غادرت منزلي صباح اليوم قابلني سائقي الكيني وطلب مني بعض المال لإجراء صيانة لسيارة العائلة ففتحت محفظتي لأعطيه ما طلب فإذا بي أجد المحفظة خالية من النقود ، فطلبت منه أن يتبعني إلى أحد أجهزة الصراف الآلي وأعطيته ما طلب واحتفظت ببعض المال لمصروف الطريق . ذهبت بعدها إلى وكالة السيارة لأحصل على تفويض بالسفر خارج المملكة وهو ما استغرق كثيرا من الوقت ، خاصة وأنني اضطررت إلى الذهاب إلى الغرفة التجارية لتصديق التفويض . غادرت الرياض في حوالي الساعة العاشرة والنصف محاولا اللحاق باجتماع الأحساء الذي كان مقررا في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وبعد أن قطعت مسافة من الطريق انفجر أحد إطارات السيارة لأعاني مزيدا من التأخير لاستبدال الإطار والسير على مهل على الإطار المؤقت . صادفت محطة تتبع لشركة ساكو فاستبشرت خيرا بحل المشكلة ، فإذا بي أجدها مغلقة للإصلاح ، وهي التي كنا ندعوها إلى تطوير منشآتها على مدى عشرين عاما فإذا بي أجدها قد بدأت التطوير في اليوم الذي احتجت إليها فيه . واصلت الطريق متئد السير حتى وصلت إلى محطة أخرى واستبدلت الإطار التالف ، وقد بلغت الساعة حينها حوالي الساعة الثانية ، فأيقنت أنني لن ألحق باجتماع الأحساء ، فاتصلت بهم معتذرا عما حصل ، وواصلت طريقي إلى البحرين . سيطر علي هنا شعور من الغضب من هذا النحس الذي لازمني منذ الصباح ، والذي أشعرني بأنني لم يكن لي أن أخرج في هذه الرحلة . ثم تذكرت تلك اللحظة التي التقيت فيها سائقي وطلب مني بعض المال ، فقلت لنفسي ماذا لو أنني لم أقابله وأنتبه إلى أن محفظتي كانت خالية من النقود ، وكيف كنت سأتصرف بلا نقود في كل هذه المواقف التي واجهتها . أيقنت حينها أن الأمر كله خير ، وأن غيابي عن اجتماع الأحساء مقدر ومكتوب . وتذكرت حينها قوله تعالى "وعسى أن تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا عظيما" . المرء يتشاءم ويغتاظ من عثرات تواجه سبيله في أمر من أمور حياته ، وهو لايعلم أن وراء هذه العثرات خيرا . ولو قدر لكل منا أن يرى في كل تجارب حياته الجوانب الإيجابية لكان أكثر راحة وهناء وسكينة ، حتى ولو صادفه شيء من النحس الذي صادفته اليوم في هذه الرحلة .
حمدا لله على السلامه السرعه مو زينه
ردحذفmore speed more slow
وقيل في المثل
كل تأخيره فيها خيره
حمدلله على السلامة
ردحذفتحياتى على اليوميات الشيقة وفقكم الله
ماجد حسني
صدقت , والحمد لله على سلامتك والمهم عودتك سالماً لأهلك , تحياتي لك
ردحذفالحمد لله على السلامة
ردحذف