ليلة البارحة كانت ليلة من ليالي الأحلام قضيتها مع صوت فيروز الساحر
. هذه السيدة نموذج للفن الراقي البعيد عن الابتذال والإسفاف والسفور ، وهي فوق ذلك
تملك صوتا وأداء لا مثيل لهما ، حتى وهي قد جاوزت السبعين فقد ملكت ألباب وعقول ومشاعر
من حضرو حفل البارحة ، وهم بالمناسبة أتو من كل حدب وصوب ، وتنوعت أجناسهم وأعمارهم
ومشاربهم ، ولم يكن يجمعهم سوى هذا الشغف بفن فيروز الراقي الممتع . اليوم استيقظت
من هذا الحلم الجميل لأغرق في مشاغل العمل والرد على اتصالات ورسائل الزملاء في المكتب
، ويبدو أنني لن أستطيع الخلاص من هذا العبء الثقيل لأتمتع بإجازة قصيرة دون إزعاج
. المشكلة أن الأخبار السيئة هي التي تلاحقني غالبا في فترات الراحة هذه ، خاصة عندما
يتطلب الأمر تدخلي لإنقاذ أمر ما هنا أو حل مشكلة هناك . بقي لي يومان في بيروت قبل
أن أعود إلى الرياض لأخوض غمار حملة انتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين ، مع أنني
لست واثقا بعد من هذا القرار في ظل مشاهد الصراعات والتحزبات التي بدات تلوح في الأفق
، والتي أجدها تتشابه مع التركيبة الطائفية التي رأيتها في لبنان ، والتي كانت السبب
الأوحد وراء تأخر هذا البلد في ركب التنمية . أشعر أحيانا أننا شعب ليس أهلا للديموقراطية
، ونحن كثيرا ما نشوه تجاربنا في هذا المضمار بطغيان المصالح الشخصية أو القبلية أو
الطائفية . وأنا واثق من أنني سأشهد هجوما يصل إلى الشخصنة من بعض المنافسين استنادا
إلى رؤيتهم لأمور لا علاقة لها بالجانب المهني الذي يمثل المعيار الأهم في هذه المنافسة
، وبعض هؤلاء سيرى أنني لا أصلح لهذه المهمة وأنا أستمع إلى فيروز وأحضر حفلاتها وأسجل
إعجابي بها هكذا على الملأ دون مواربة
.
اخي الكريم م/ خالد
ردحذفتحية طيبة واغبطك علي الفرصة واعتبر انك ضمنت صوتي
لا شك اننا نرغب في اناس متفتحين يطمحون لخدمة المهنة بما يعود علي الجميع بالنفع