اليوم هو آخر أيام العام الميلادي ، وكنت أود حقا أن أختم هذا العام بخبر سعيد أو حدث مفرح بعيدا عن مشاهد القصور والخلل والمشاكل التي تشوب حياتنا اليومية ، على الأقل لأخلق لدى قراء هذه المدونة الكرام شيئا من التوازن تجاه ما لمسته لدى بعضهم من امتعاض من الطابع السلبي التشاؤمي الذي يطبعها . ولكن ماذا أفعل إن كانت الأحداث السلبية تلاحقني على الدوام ، وهي كما أقول دوما ما يستحق التسجيل بغرض النقد الهادف الساعي إلى التصحيح والتطوير . وبعد أن كنت قد بدأت يوما محملا بهذا التفاؤل ، تصادف أن التقيت أحد المهندسين العاملين في القطاع الحكومي ، وتطرق حديثنا إلى انتخابات هيئة المهندسين وهموم منسوبي القطاع وتطلعاتهم إلى مجلس إدارة جديد يكون أكثر فعالية في تحقيق أحلامهم ومطالبهم . وفجأة ودون سابق إنذار بادرني هذا المهندس بسؤال عن مدى قدرتي على فعل شيء إن أنا فزت في هذه الانتخابات ، فأجبته بأنني سأفعل ما بوسعي بكل تأكيد دون أن أضمن لأحد مدى النجاح الذي يمكن أن يتحقق ، خاصة وأن أحدا لا يستطيع أن يضمن تجانس المجلس ووحدة أهدافه وآلياته في ظل هذه التناقضات والاختلافات التي تطبع المرشحين . السؤال التالي وقع علي كالصدمة ، إذ قال هذا المهندس أنه يستطيح حشد عدد كبير من أصوات المهندسين من زملائه في تلك الجهة وجهات حكومية أخرى ، شرط أن ألبي مطلبا وحيدا علي أن ألبيه إن أنا أردت الفوز بأصواتهم . المطلب هو أن أقوم بسداد رسوم العضوية لهؤلاء المهندسين في الهيئة ، والذي تبلغ قيمته 250 ريال فقط لا غير . تعجبت من هذه الصراحة الفجة ، وهذه الصفاقة في الطلب ، وامتعضت من فكرة شراء الأصوات بهذه الطريقة ، حتى بالنظر إلى هذه المبالغ الزهيدة التي سأتكلفها إن أنا فعلت . أكثر ما أثار استغرابي هو هذا الاسترخاص من أولئك المهندسين الذين أرادو توفير مثل هذه المبالغ الزهيدة والتنازل في مقابل ذلك عن حقهم في اختيار المرشحين بناء على قناعة حقيقية بهم . بعد أن افترقنا تملكني شعور بالحيرة ، فإن أنا قبلت هذا الفعل سأكون قد ارتكبت ما أراه جرما كنت دوما أعترض عليه ، وإن أنا رفضت فإن غيري سيفعل ، وهو ما قد يؤدي إلى فوز من لا يملك الكفاءة المطلوبة بعضوية المجلس ، مع ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تعطيل لتحقيق التطلعات المعلقة بهذه الهيئة . لا أدري ما سيستقر عليه قراري بعد ، ولكنني سأترك الأمر إلى أن أعود من رحلتي المزمعة هذهه الليلة إلى جدة لحضور اجتماع في أمانتها ، إذ ربما أجد فيها مؤشرا أكثر تشجيعا على إمكانية الفوز بهذه الانتخابات دون أن أنزلق إلى هذا الفساد الذي يتلبس ثوب المصلحة العامة .
بداية يسعدني ان اهنئكم بحلول العام الجديد مع خالص تمنياتي لكم ولعائلتكم الكريمه بوافر الصحه والسعاده
ردحذفاما من وجهة نظري الشخصيه طبعا بخصوص شراء اصوات الناخبين فهي مشكلة منتشره حتى في اكثر الدول دمقراطيه وهذا امر خطير جدا ينسف مبدأ التنافس الشريف والنزاهه وانا افضل الخسارة المشرفه النزيهه على الفوز الذي به شبهه الفساد حتى لو كان في الخساره صعود اشخاص غير مؤهلين لمثل هذا المنصب مع خالص تمنياتي لكم بالنجاح المشرق المشرف وانا اول من يمنحكم صوته