اليوم 322

حللت أخيرا على مقعدي المفضل في المنزل بعد يوم طويل مليء بالأحداث . غادرت صباح اليوم على متن الطائرة المتجهة إلى الدمام لحضور اجتماع مع أحد العملاء لمناقشة مشروع نعمل عليه لصالح هذا العميل . وصلت وزملائي إلى مقر الاجتماع وحضر ممثلو العميل بمن فيهم مدير المشاريع ، وانعقد الاجتماع الذي كان الغرض منه مناقشة متطلبات برنامج المشروع ، والبدائل المحتملة للتطوير، في محاولة منا للوصول إلى الحل الأمثل الذي يلبي احتياجات المشروع والتركيبة الأمثل لعلاقات عناصره . تعامل السيد مدير المشاريع كان غريبا بحق ، فهو بدأ بالهجوم مع أول سؤال طرحناه ، وقال أن تعيين الاستشاري تم ليقوم هو باقتراح الحلول الملائمة للتصميم ، وأنه وفريقه غير ملزمين بالقيام بالدور الذي يجب علينا القيام به . أجبته بأننا لم نرد منهم أن يقومو بعملنا ، بل إن كل ما طلبناه هو الإجابة على بعض الاستفسارات وتقييم بعض الاقتراحات التي يمكن أن تؤثر تأثيرا جذريا على الحلول التصميمية المقترحة . بعد قليل ، وأثناء استمرارنا في طرح ما لدينا من أسئلة ومقترحات ، وبعد مرور أقل من ربع ساعة على بدء الاجتماع ، قام مدير المشاريع واستأذن لمغادرة الاجتماع متعللا بارتباطه باجتماع آخر . أصيب كل الحضور بالوجوم من هذا التصرف غير المفهوم ، بمن فيهم زملاؤه الذين أحضرهم معه ، وقال أحدهم أنه يبدو أن المدير قرر الهرب من الاجتماع الذي لم يعجبه . شعرنا جميعا بالمهانة من هذا التصرف ، فهو من حدد موعد الاجتماع ، وهو لم يفعل إلا بعد أن شرحنا له الغرض منه ، ونحن لم نرد أكثر من مناقشة متطلباته لتحقيق الوصول للحل الأمثل . وإلا فإنه كان بإمكاننا أن نقدم حلا مبتسرا مبنيا على فهمنا البسيط لما قدموه من متطلبات محدودة وغير واضحة المعالم . قلت لمن بقي من حضور الاجتماع أنني أتيت إلى الدمام تاركا ابني الأكبر ممتعضا من توقيت هذه الرحلة التي تتعارض مع حفل تكريمه كأحد المتفوقين مساء اليوم ، وأنا بذلك أستحق شيئا من التقدير الذي أقله مواصلة الاجتماع بدلا من هذا الانسحاب المهين . بعد أن استكملنا العرض وجدت من الحضور تفاعلا طيبا وتجاوبا مريحا أزال شيئا من ذلك الأثر السلبي الذي ترك مديرهم . بعدها غادرت الاجتماع اتفقت وزملائي على العودة سريعا عن طريق البر عسى أن ألحق حفل تكريم ابني فأكسب رضاه ، وهو ما تمكنت من تحقيقه بالفعل ، فأصبت مزيدا من راحة الضمير مطعما بشعور غامر من الفخر والاعتزاز . ومع ذلك ، فإنني لا زلت متعجبا من ذلك المسئول الذي لم يحسن التعامل مع الموقف بشكل أصابني بالحيرة ، فهل علينا أن نقدم الحد الأدنى من العمل ، أم أن علينا أن نستمر في المبادرة بما نرى واجبا علينا فعله ، حتى لو لقينا من مثل هذا المسئول مثل هذا الموقف السلبي المهين .