التجميل

الأربعاء، 26 يناير 2011

اليوم الأول

اليوم وصلت ابنتي الكبرى عائدة من الشارقة حيث تدرس في جامعتها الأمريكية . عادت لتقضي بين أهلها إجازة الفصل الدراسي الأول . اللقاء كان جياشا بالعواطف ، فهي ابنتي البكر وقرة عيني ، وهي من رفعت رأسي ورأس والدتها عاليا بأدائها المميز في الثانوية العامة ، ذلك الأداء الذي كان الدافع الأول للإصرار على تخطي كل العقبات والمصاعب المادية والمعنوية لتمكينها من تحصيل دراستها الجامعية في جامعة مرموقة . حين تركتها في الشارقة لأول مرة في بداية هذه السنة الدراسية انتابتني فورة من غضب ، سجلتها في ذلك الحين تساؤلات من أب ملتاع على فراق ابنته التي تركها بمفردها تصارع مخاطر الغربة . وحين استقبلتها عادت إلى ذهني ذات التساؤلات .... إلى متى سيظل التعليم في بلادي بهذا المستوى ؟. وكم من الآباء والأمهات عاشو وسيعيشون هذه اللحظات من اللوعة وألم الفراق والخوف على فلذات أكبادهم ؟ . ولماذا يكون هذا الألم هو الثمن الذي ندفعه لكي يحصل أبناؤنا وبناتنا على مستوى التعليم الذي يتطلعون ويطمحون إليه ؟ . لم أجد أية إجابات لهذه التساؤلات ، ولا أعتقد أني سأجدها في قابل الأيام ، إذ أن الشواهد لا تبشر بما نتطلع إليه من تطور في مجال التعليم بكل مستوياته ، ولا زالت التنمية في مفهوم القائمين عليها أرقاما ومنشآت ومشاريع لا مكان للإنسان فيها . ما أرجوه فعلا أن تكون ابنتي وكل أبناء الوطن الذين عاشو ويعيشون هم وأهلوهم آلام الفراق جنودا للتغيير الذي نطمح إليه ، وأن يتمكنو من أن يصنعو الفرق الذي عجز جيلنا عن أن يصنعه ، عسى أن يكونو أحسن حالا منا ، وأن يتمكنو من منح أبنائهم فرصا حقيقية لتعليم كفؤ دون أن يدفعو ثمنا باهظا من المعاناة وتعب المشاعر .

هناك تعليق واحد:

  1. الحمدلله على سلامة وصولها مع أمنياتي أن يكون تعليمنا الجامعي الحكومي أو الخاص بنفس مستوى طموح الطلاب وأهلهم وإن كنت أعتقد إن لدى بعض جامعاتنا وخاصة الأهلية مستوى لاباس به من الجودة الأكاديمية.

    ردحذف