التجميل

الأربعاء، 18 يناير 2012

اليوم 358

وصلتني نتيجة انتخابات هيئة المهندسين قبل أن تقل طائرتي المغادرة إلى سريلانكا ليلة البارحة ، وعلمت حينها أنني لم أنجح في كسب ثقة الناخبين . هذا الخبر لم ينل مني ، ولم يخلق في نفسي أي شعور بالإحباط ، كونه جاء موافقا لتوقعاتي من الأساس . ولكنه من جهة أخرة أكد قناعتي بفشل آلية الانتخابات بالنظر إلى تشكيلة المجلس التي أفرزتها هذه الانتخابات . وأنا في الحقيقة لا أعرف كيف يمكن أن يعمل هذا المجلس بالفعالية المطلوبة ، وكيف يمكن أن يؤدي دوره المأمول بهذه التشكيلة المتنافرة من أعضاء ليسو فقط مختلفين في النظرة والقناعات وبرامج العمل ، ولكن بعضهم على الأقل مختلفون فيما بينهم اختلافات شخصية لا يمكن أن تفسح المجال للتعاون والتواؤم فيما بينهم في مجلس يتوقع منه أن يعمل بجهود متضافرة لتحقيق تطلعات الناخبين من منسوبي القطاع الهندسي في المملكة . المشكلة أن تركيبة المجلس أتت مخالفة لكل التوقعات ، وأبرزت تدخلا سافرا وواضحا لبعض الأجهزة الحكومية لدعم مرشحين محددين ينتمون إليها . فالمجلس المنتخب بات يضم ممثلين معظمهم ينتمون إلى شركة أرامكو السعودية والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ، وهما المؤسستان اللتان أصدرتا شيكات لصالح الهيئة لسداد رسوم تسجيل وتجديد عضوية منسوبيها من المهندسين مقابل منح أصواتهم لأسماء محددة من المرشحين . هذه الممارسة تمثل حالة من الفساد البواح في إهدار أموال الدولة لتحقيق أغراض شخصية ، وهي حالة لا يمكن السكوت عنها في هذا المناخ الذي تسعى هيئة مكافحة الفساد لتصحيحه ومعالجته . وفي الوقت الذي أردت أن أتناسى هذا الخلل في إجازتي القصيرة هذه ، وردتني العديد من الاتصالات من عدد من الإخوة لمناقشة هذه النتيجة وردود الأفعال حولها . المشكلة أن وضعي كمرشح خاسر لا يسمح لي بتسجيل أية ملاحظات حول هذه الانتخابات والنتيجة التي آلت إليها ، إذ أنها ستفسر بالضرورة على أنها نابعة من مصلحة شخصية أرومها ، أو من نزعة انتقامية من هذه الخسارة . وعلى أية حال ، فإن هذه الخسارة ستكون سببا لإغلاق ملف هيئة المهندسين في حياتي العملية ، على الأقل حتى تتغير مفاهيم الناخبين في معايير الانتخاب ، وحتى تتم معالجة هذه الحالات من التدخل السافر من أجهزة حكومية لدعم المرشحين بأموال الدولة . كل ما أرجوه الآن أن أنسى هذه التجربة المريرة ، وأن أستمتع بهذه الإجازة في هذا البلد الجميل ، وربما أسرد مرئياتي عنها في سطور هذه المدونة في الأيام القابلة .

هناك تعليقان (2):

  1. اتمنى لكم اجازه سعيده ورحله موفقه في جميع المجالات ولعل في كل خسارة درس يتعلمه الإنسان في مستقبله حتي يتمكن من تحديد توحهه
    ومثلكم لا تهزه الخساره بل تزيده قوه نحو تحقيق النجاح

    ردحذف
  2. و أنا مثلك. هذا هو المصير المحتوم لمن لا يجيد طبخ الأصوات. ألم أقل ذلك صراحة و علنا أمام الجميع بالدمام؟
    سفرا سعيد و عودا حميد
    المهندس محمد بن أحمد الشنقيطي

    ردحذف