اليوم الرابع عشر

يقولون ليس سهلا على الرجل أن يبكي . ولكني أجزم أن بكاء الرجل أوقع وأكثر تأثيرا من بكاء المرأة . لأن الرجل عندما يبكي فهو يفعل ذلك تعبيرا عن حرقة دفينة عميقة . وأحداث مصر بها كثير من المشاهد التي تثير الحرقة ، ولكن مشهد وائل غنيم في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم بعد إطلاق سراحه بعد أسره طيلة الفترة الماضية منذ بدء أحداث مصر الراهنة أبكاني بحق . بعضكم سيضحك ، وبعضكم ربما يصفني بالضعف أو السذاجة ، ولكني أطلب من هؤلاء أن يشاهدو هذه الحلقة من البرنامج ، ولن يكون صعبا على أحد أن يجدها على صفحات الانترنت . وائل غنيم ، كما يقول هو عن نفسه في البرنامج ، ليس بطلا ، ولكنه واحد من مجموعة من الأبطال الذين رفعو صوتهم ونسقو جهدهم للمطالبة بحقوقهم في بلد مد فيه الفساد جذوره إلى أعماق سحيقة . وائل وزملاؤه هم مفخرة الشباب العربي ، سطرو أسماءهم التي لا يعرفها أحد بحروف من ذهب في تاريخ الأمة العربية . في الحقيقة ، لم أكن أظن أبدا ، وربما يتفق معي الكثيرون ، أن أحدا في مصر يمكن أن يكون بهذه الوطنية والإخلاص وروح المبادرة الغامرة . ولكن ما رأيته اليوم زرع في نفسي الأمل ، وجعلني أكثر ثقة وإيمانا بأن كلمة الحق لابد لها أن تصدح ، ولابد للشمس يوما أن تنجلي عن تحقيق آمال وتطلعات هذا الشعب الذي طالما استصغرناه وظننا به الظنون . وأقول لأخي الكريم الذي علق على مدونة الأمس ، ليتنا نركز جهودنا على تحري سبل الإصلاح والارتقاء بأمتنا وبلادنا وأهلينا ، عوضا عن أن نهدر وقتنا وجهدنا في تسقط عثرات الآخرين ووضعهم موضع النقد والتجريح .