التجميل

السبت، 19 فبراير 2011

اليوم الخامس والعشرون

رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار خيرا . ولكن حال مجتمعنا اليوم يشهد حالة من انفساخ العلاقة بين الجيران . أتساءل كم منكم يعرف من هم جيرانه ، ناهيك عما إذا كان هناك أي تواصل أو علاقة مع أي منهم . علاقات الناس أصبحت مشوبة بالحذر والريبة ، والجار يقابلك بنظرات ملؤها الصد حتى لو بادرته بالتحية . المشكلة أن بعض الجيران يتخطى مرحلة الريبة والحذر إلى المبادرة بإيقاع الضرر بجاره . جارنا العزيز مضت على جيرتنا الصامتة أربعة سنوات ، لم أقابله خلالها ولم أتحدث معه فيها إلا مرة واحدة عندما اضطررت لدق بابه لأشتكي من أطفاله الذين استمرأوا قذف منزلي بالحجارة ، وهي المرة التي رد فيها شزرا بقوله ، إن لم يعجبك فعليك برفع الساتر . هذا الجار ، بلطف من الله وبرحمة ، غادر منزله إلى منزل آخر ، وقرر هدمه وتسويته بالأرض لقناعته بأن ثمن بيعه أرضا يفوق ثمن بيعه منزلا مشيدا ، كون هذا المنزل الذي بلغ من العمر 20 عاما فقط لا يجد له طالبا في سوق السكن والتمويل العقاري . آخر ما ودعنا به هذا الجار العزيز هو إزعاج الدقاقات ومعدات الهدم التي باتت تهاجمنا منذ الصباح الباكر ، ضاربا بعرض الحائط كبيرا في السن أو طفلا رضيعا يعانون حالة من الرعب من أصوات المعدات المزعجة التي تدك جدران منزله . قررت صباح اليوم أن أوقف هذه المهزلة ، فذهبت إليه طالبا العطف والرحمة من هذا الإزعاج . بالطبع لم أجده في الموقع ، وقام العامل الهندي متفضلا بالاتصال به ليبلغه عن هذا الجار المزعج الذي يطلب وقف الدق والإزعاج ، فلم أجد منه إلا مزيدا من التجاهل والتعنت . استنجدت بعدها بالشرطة التي أنصفتني ضد هذا الجار ، ولكنها لم تنصف إحساسي بالغبن والقسوة من هذا التعامل الفج الذي لا يمت إلى أخلاق الدين والعروبة بصلة . واليوم ، أدعو الله أن يبدل صبري بجار خير منه ، وإلا فإنني سأضطر حينها إلى الانتقال وهدم منزلي وإزعاج من كتب الله عليهم أن يسكنو بجواري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق