التجميل

الاثنين، 14 فبراير 2011

اليوم العشرون

درس اليوم ... العلاقات الإنسانية نوعان ، علاقات دائمة ، كعلاقات الزواج والإخوان ومثيلاتها من العلاقات ، وعلاقات وقتية ، كعلاقات الزمالة والتعارف العابر ومثيلاتها . وكل العلاقات تمر بشيء من الخلافات والعواصف واختلاف وجهات النظر ، والإنسان يغلب عليه طبع التمسك بوجهة نظره التي آمن واقتنع بها ، إلا أن التمسك بوجهة النظر غالبا ما يجر إلى تصعيد الصدامات التي يمكن أن تؤدي إلى فسخ العلاقة . وبالتالي ، فإن مثل هذا التعنت والتمسك بوجهة النظر في النوع الأول من العلاقات غالبا ما يكون أكثر أثرا و تدميرا منه في النوع الثاني ، إذ أن الاختلاف في النوع الثاني وإن أدى لفسخ العلاقة إلا أن العلاقة في حد ذاتها لا تتصف بالديمومة . أما في النوع الأول فإن الديمومة تفرض المرونة والتنازل عن بعض وجهات النظر في سبيل الحفاظ على هذه العلاقة ، خاصة في حالة العلاقات الزوجية التي غالبا ما يكون الأطفال فيها الضحية الأهم لأي فسخ في العلاقة . والحب والعشرة بين الزوجين أساس مهم للتأسيس لتحقيق مطلب التضحية والتنازل بين طرفي العلاقة ، وحتى إن أخطأ أحد الطرفين فإن الحب يفرض أن يقبل كل طرف الطرف الآخر بكل مميزاته وعيوبه ، وبالتالي ، فإن عليه أن يتنازل عن وجهة نظره في الحكم على هذا الخطأ لكي يتسنى لهذه العلاقة أن تستمر . بالطبع كل قاعدة ولها شواذ ، وإلا فلما أباح الله الطلاق ولو أنه جعله أبغض الحلال إليه . إلا أن اتساع وانتشار حالات الطلاق في مجتمعنا هو نتيجة طبيعية لفقدان هذا الفهم لطبيعة العلاقة الزوجية والحاجة الملحة للتضحية والتنازل من الطرفين .

هناك تعليق واحد: