التجميل

السبت، 26 فبراير 2011

اليوم الثاني والثلاثون

جميلة هي مدينة الخبر . تسوقني إليها بعض رحلات العمل من وقت لآخر ، وأجدني في كل مرة أزيد إعجابا بها . بنيتها العمرانية التي وضعت أسسها الأولية شركة أرامكو السعودية ميزتها عن بقية مدن المملكة . وامتد أيضا تأثير أرامكو وبقية الشركات الكبرى في المنطقة لترتقي بطبيعة سكانها ، وتطبعهم بطبائع حضارية تميزو بها عن سكان بقية المدن السعودية . حتى قيادة السيارات في الخبر هي أكثر تنظيما ورقيا عنها في بقية المدن . دوما أتساءل عندما أزور الخبر ، لماذا لا تكون كل مدننا كالخبر ؟ . ولماذا هي بهذا التميز ؟ . هل هو تأثير تلك الشركات وعلى رأسها أرامكو ؟ . أم لأنها خططت من الصفر دون أن تنمو على أنقاض مدن قديمة ؟ . أم هو التأثير الحضاري لمنسوبي الشركات العاملة فيها من الأجانب ؟ . حتى كورنيش الخبر أكثر جمالا ومتعة ورقيا  من كورنيش جدة . هذه الأسئلة تجدد في ذهني التفكير في دور وزارة الشئون البلدية والقروية ، وعجزها عن صياغة هويات راقية لمدن المملكة . وكل المدن السعودية تتشابه في شكلها العام ، كنتيجة طبيعية لمركزية الفكر التخطيطي للمدن السعودية ، والذي سيطرت وتسيطر عليه هذه الوزارة العتيدة . حتى أمانات المناطق تعمل وفق ذات الفكر الذي تعمل به الوزارة الأم . ومدينة الخبر ليست نتاجا لجهد وفكر أمانة المنطقة ، فبقية مدن المنطقة لا تحمل ذات التميز ، ولا تعطي زائرها ذات الانطباع ، الأمر الذي يشير إلى أن هذه المدينة لم تحمل بصمات الأمانة ، بل بصمات جهات أخرى على رأسها شركة أرامكو التي أنشأت المدينة ، وسكانها الذين يحملون هذا التميز الحضاري في التعامل والتعايش . الخبر والجبيل وينبع الصناعيتين مدن تشهد على فشل وزارة الشئون البلدية والقروية وأمانات المناطق في تأسيس وتشكيل بنى عمرانية ناضجة وحضارية ، فهل الحل هو في نقل صلاحيات تخطيط المدن إلى أرامكو أو الهيئة الملكية للجبيل وينبع ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق