التجميل

الأحد، 27 فبراير 2011

اليوم الثالث والثلاثون

قضية حرية الصحافة يدور حولها كثير من الجدل . وهذه الليلة استضاف الدكتور نجيب الزامل جمعا من كتاب الرأي في بادرة جميلة . الحوار كان على مستوى عال جدا من الشفافية والصراحة يتجاوز بمراحل ما يستطيع هؤلاء الكتاب طرحه في الصحافة ، وتناول موضوع ما سمي حزمة القرارات التحفيزية التي صدرت يوم الأربعاء الماضي تزامنا مع عودة الملك إلى أرض الوطن . بعد العشاء دار بيني وبين أحد الصحفيين حوار جانبي تحدثنا فيه عن حرية الصحافة . قلت له أن صحيفة الاقتصادية هي بحق أفضل الصحف من ناحية مساحة الحرية المتاحة لكتاب الرأي ، بالرغم من أن هذه المساحة لا ترقى إلى طموح الكتاب . وقلت له أن ما تحتاجه الصحافة هو مبادرات من رؤساء التحرير لإتاحة الفرصة للكتاب لطرح مرئياتهم وآرائهم بعيدا عن مقص الرقيب المتعسف ، خاصة وأن هذه الآراء يجب أن تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس المنبر الذي يكتبون فيه . اشتكى الصحفي من معاناته الشخصية في هذا الجانب ، إذ يتعرض هو وكثير من الصحفيين والمراسلين لتعسف كبير من رؤساء التحرير حول ما يحاولون نقله من أخبار . ومع أني اتفقت معه على أن مساحة الحرية يجب أن تتسع لطروحات المراسلين والكتاب على حد سواء ، إلا أن قلت له أن المراسلين ينتمون وظيفيا إلى المنابر التي يمثلونها ، في حين أن الكتاب يمثلون ذاتهم ولا يمثلون الصحف التي يكتبون فيها . وبذلك فإن إتاحة مساحة الحرية للكتاب هي أقل ضررا وخطرا على الصحف ، وهو ما يندرج بالعموم على ما نشهده في الصحافة العالمية . المهم هو أن يكون الكاتب متجردا في كتاباته ، وأن لا يوجه نقده وهجومه إلى أشخاص بأعينهم ، وأن تكون الموضوعية هي الأساس في كل الطروحات . ومن يخرج عن النص فهو مسئول عن كتاباته ، ولا مسئولية على الصحيفة التي أتاحت له مساحة يكتب فيها ما يشاء . المشكلة هي أن الكل بمن فيهم المسئولون في الصحف يخافون على كراسيهم ومصادر رزقهم ، وإلى أن نتخلص من الخوف على لقمة العيش فستظل مساحة الحرية محدودة مهما اتسعت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق