التجميل

الخميس، 10 فبراير 2011

اليوم السادس عشر

أحداث اليوم كانت عادية وروتينية على غير العادة . بعد الظهيرة راودني ذلك الإحساس بأن هذا الهدوء لابد أن يكون سابقا لعاصفة ما . وبعد المغرب بدأت بوادر العاصفة تلوح في أفق مصر المحروسة ، إذ بدأت تتوالى الأنباء عبر رسائل الجوال عن قرب إعلان حدث هام عبر عنه إعلان الجيش لبيانه الأول ، والتوقعات المتتالية حول إعلان تنحي الرئيس ، هذا الإعلان الذي تجمعت الحشود في ميدان التحرير تترقبه على أحر من الجمر . بدأت أكتب هذه السطور ولا زال الكل يترقب الحدث الجلل ، ومنظر الحشود التي يقودها الشباب يثلج الصدر ويثير الحماسة . مرت في ذهني صور الشباب الذي أراهم كل يوم في مدينتي الرياض ، شباب شوارع التحلية والتخصصي والثلاثين والمراكز التجارية ومقاهي الشيشة المتناثرة في أطراف المدينة . وبدأت أعقد المقارنة مع هؤلاء الشباب الذين أراهم على شاشة التلفاز ، شباب قادو ثورة سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب ، ثورة على الظلم والطغيان والدكتاتورية والفساد . فأين هؤلاء من هؤلاء ؟ . وجه المقارنة لا يرتبط بمفهوم الثورة على النظام فحسب ، وليس هذا بيت القصيد من حيثي هذا ، ولكنه يرتبط أيضا بمفهوم الثورة على الواقع ، واقع البطالة والاستكانة والاتكالية والقناعة بأقل القليل . ما الذي يمكن أن يحرك شبابنا ليرفعو راية التغيير في حياتهم ، وأن يقودو ثورة على هذا الواقع الأليم الذي يعيشونه ؟ . هل تبلدت أحاسيسهم ؟ أم هل خدرت مشاعرهم ؟ . بلادنا أيها الشباب مليئة بالفرص لبناء حياة زاهرة وعيش كريم ، وما يحتاجه الشباب هو نظرة جديدة وجادة تتبنى ثقافة العمل بدلا من ثقافة الوظيفة . حالنا في هذه البلاد أفضل بكثير من حال الشباب في مصر أو في تونس ، وشباب تلك الدول وغيرها يتجشمون عناء الغربة ويأتون إلى بلادنا لبناء مستقبلهم ، فمتى يصحو إحساس الشباب ليرفعو راية العمل الجاد ونبذ حياة الترف والدلع والخنوع ؟ .

هناك تعليقان (2):

  1. فى الواقع نظرتك لشباب الرياض والتحلية لم تكن تختلف كثيرا عن الشباب قائدى ثورة التحرير الذين ضحوا بدمائهم لكى ينجحوا فى ثورتهم فأنا مصرى وعندما كنت اتأكلم عن السياسة فى بلدى فلم اجد مستجيب وشعرت بالتجاهل واللامبلاة ولكن كان عندى ذرة امل فى الغد أنهم فى يوم سيفهمون والآن هؤلاء الشباب يدرسون لى معنى الشهامة ومعنى التحدى والوثوق فى النفس بعيدا ومحاربة الفساد والبحث عن الحقيقة والآن اصرح ان ما كنت اراه ما هو الا غبار قاموا بالإنتفاض منه ليبينوا طينتهم الحقيقية .. فلا تسبعد شىء من الغد

    ردحذف
  2. حسب الظروف المتاحة لكل بلد , مصر عانى أبناؤها الكثير من الاضطهاد , وسوريا لم تختمر بعد الظروف المساعدة على الثورة أو الاصلاح الاقتصادي واطلاق الحريات, والباقي أنا موافق عليه

    ردحذف