التجميل

الخميس، 24 فبراير 2011

اليوم الثلاثون

وزارة الشئون الإسلامية كانت قد أصدرت تعليمات صارمة سابقة حول استخدام مكبرات الصوت في الصلوات الجهرية ، ومنعت بشكل قاطع رفع الأصوات بغير الأذان والإقامة . هذه التعليمات كلنا يعلم أنها تعليمات صورية ، أو أنها لم تجد لها أي صدى من التطبيق والالتزام من أئمة المساجد . هذا الواقع له شيء من الفوائد ، فقبل حوالي ثلاثة أسابيع كنت في زيارة لمدينة جدة ، وطلبت من سنترال الفندق الذي أقمت فيه مكالمة إيقاظ في الساعة الخامسة والنصف صباحا لكي أتمكن من اللحاق برحلة الطائرة في الساعة السابعة . من أيقظني ذلك الصباح حوالي الساعة الخامسة وأربعين دقيقة هو إمام المسجد المجاور للفندق ، والذي رفع صوته عاليا في صلاة الفجر . استيقظت حينها غاضبا ، ولكنني شكرته في قرارة نفسي إذ أنه قام بالمهمة التي لم يقم بها موظف الفندق ، وأنقذني من فوات الرحلة . اليوم تذكرت هذه الحادثة الطريفة عندما كنت في مدينة الملك فهد الطبية حيث يرقد أحد الأقارب ، وحيث يضم حرم المدينة مسجدا ملاصقا للمبنى الرئيسي الذي يضم غرف التنويم التي يقيم بها مرضى من مختلف الأعمار ، وهم يعانون مختلف الحالات المرضية ، بما فيها الحالات التي تتطلب الحد الأقصى من الهدوء . إمام هذا المسجد رفع صوته في صلاة العشاء عاليا ، ووصل صوته إلى المرضى المساكين الذين ضمتهم الغرفة المشتركة في المستشفى ، ووجدت بعضهم يتململ في سريره من هذا الصوت الذي علا على صوت أجهزة تخطيط القلب ومراقبة التنفس . قلت في نفسي حينها ، إن كان إمام هذا المسجد في هذا الموقع ذو الخصوصية الملحة قد ضرب بعرض الحائط كل التعليمات وحاجة هؤلاء المرضى إلى الهدوء ، فكيف لنا أن نعتب على أئمة المساجد في المواقع الأخرى الأقل خصوصية ؟ .

هناك تعليقان (2):

  1. الحالة التي تحدثت عنها مبولة ولكن لا تعمم الفكرة لهذا المثال
    بالاضافة الى ان موضوع شكرك للامام لانه اوقظك للرحلة ربما من الاولى ان يكون الشكر للصلاة
    هذه فقط وجهة نظر قد نختلف او نتفق

    ردحذف
  2. الكثير من الناس يعتقد أن رفع الصوت في المكبرات فيه ثواب عظيم والعكس فيه إثم كبير , الموضوع موضوع ثقافة مجتمع الذي نشأ على أن أي وجهة نظر بهذه المواضيع تصل لحد التكفير , الموضوع يحتاج لزمن لتغييره

    ردحذف