التجميل

الاثنين، 7 فبراير 2011

اليوم الثالث عشر

يبدو أن هذه اليوميات تلقى مزيجا متباينا من ردود الأفعال . فالبعض يتابعها ويقرؤها وهناك من يعلق عليها مشكورا ، والبعض كتب لي راغبا بوقف هذا الغزو اليومي على بريده الإلكتروني . أود أن أعتذر لمن يزعجهم هذا الغزو ، وأشكر من يستقبله بصدر رحب . وفي الحقيقة ، لقد وجدت في هذه اليوميات متنفسا لتسجيل وتفريغ مشاهداتي اليومية في ما يتعلق بقضايا الوطن والناس والتنمية كما عنونت هذه المدونة . ولكني أيضا وجدت أنني ربما أنجرف في التركيز على الجوانب السلبية في الحياة لتكون موضوعا للتدوين . هذا الموضوع أشغل فكري اليوم ، ووقعت في حيرة بين أن أستمر في هذا الاتجاه ، وبين الكتابة في بعض الأحيان بوجهة نظر إيجابية ، ربما تسجل بعض المشاهد الجميلة في الحياة اليومية . وجدتني في النهاية منقادا إلى فكرة مفادها أن تسجيل المشاهدات السلبية هو موقف إيجابي في حقيقته . إذ أن الهدف من هذا التسجيل ليس حشد السلبيات ووضعها في كومة من المشاهد التي تثير الإحباط ، بل السعي إلى العمل على تصحيح هذه المفاهيم ، والعمل على معالجة هذه القضايا . والخطوة الأولى في هذه المعالجة هو تسجيلها وكشف الغطاء عنها والإقرار بها ، ومن ثم تحليلها ولفت الإنتباه إليها وطرح الحلول حيالها . في رأيي أن هذا الموقف هو نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي صفة من صفات هذه الأمة امتازت بها عن بقية الأمم . وهي مهمة تتخطى بكل تأكيد حصرها على مشاكل المرأة والحجاب وغطاء الرأس ، أو تتبع السحرة والدجالين ، أو إغلاق المحلات أوقات الصلاة . وعلى أي حال ، أعدكم أنني سأحاول نثر بعض الطروحات الإيجابية في كتاباتي المقبلة ، ولكنني سأظل رافعا راية التصحيح لتكون بلادنا بحق خير الأمم .

هناك تعليقان (2):

  1. عزيزي م. خالد : في بعض الأحيان لا أتمكن من الكتابة في خانة التعليق , لا يتم تفعيل هذا المكان, ما لسبب ؟ لا أعرف ولكن لذي أعرفه أن المطلوب أيضاً منك تطبيق مبدأ وتعاونوا عللى البر والتقوى , ولكن هناك سؤال يطرح نفسه هل تفترض نفسك تخلو من السلبيات ولا يوجد أحد ينتقدك , حاول أن ترسل الى الناس بسؤال معناه انتقدومني بجرأة ؟ ماذا تتوقع , هل تجرؤ عليه مع استدراك أن يكون النقد صحيح وليس تجريح.
    آمل مناقشته في يومياتك الممتعة بالنسبة لي لأنها تتضمن تواصلاً مع الآخرين بطريقة يوميةوتبادل الخبرات.
    تحياتي

    ردحذف
  2. أخي العزيز صاحب التعليق .
    مع أني لم أتشرف بمعرفتك ، إلا أنني تشرفت بتعليقك ونصحك . وتأكد تماما ، أن من لا يتقبل النقد لا يستطيع أن يكون موضوعيا في نقده ولو أراد . ومن يريد إصلاح الناس عليه قبول مبدأ إصلاح نفسه أولا . ومن هذا المنطلق ، أؤكد لك أنني أتقبل النقد الموضوعي الذي يبتعد عن الشخصنة والتجريح ، وكذلك النقد الذي يمس حريات شخصية لا تؤثر في حياة الآخرين وحرياتهم . وسيسعدني بكل تأكيد أن أسعى بمثل هذا النقد إلى إصلاح ذاتي ، في إطار السعي إلى إصلاح الغير . وعلى أي حال ، فالإصلاح مهمة متواصلة ولا تقاس بإنجازات محددة ، والمهم فيه هو الإيمان به والسعي إليه ، أما تحقيقه فبتوفيق من الله ، وعلى الله التوكل .

    ردحذف